أحزان بلقيس وقصائد أخرى

أحزان بلقيس

في النشيج غبارٌ ،

  وفي الصمت غابةُ نارْ…

كهوف الكلام تنامُ ،

على ساعد الليل يتّسعُ البحرُ ،

في أعين الفجرِ ،

ينكفئ الوردُ ،

في السفح ينهمك الجانُ في رتْقِ ملكِ

  سليمانَ ..

ينفرط ُالصولجان ْ،

وصمتكِ ذاك الرسولُ المدجّج ُ

بالموت والشعرِ

موتٌ هو الشعرُ ،

تطلعُ فيه المياهُ التي راودتْ زمناً

تتفتح فيه المنافي أباريقَ خمرٍ ،

وأروقةً من دخان ْ…

                                 وبوركت النارُ ،

بورك من حولها ،

نحنُ في النار موسى اتّئدْ ،

سوف تلقي عصاك على حجرٍ

راودته غيومُ الرسالةِ ،

وادخلْ ..

تجدْ واديَ النملِ ابيضَ

من غير سوءٍ

دماءُ الحقيقة تمخرُ فيه نوافيرَ شاهدةً ،

والطيورُ على شُرَفِ البحرِ

كانت تدور بطفلٍ ذبيحٍ

 على شُرَفِ العصرِ ….

تبكي المساءاتُ ،

والدمعُ يغسل هدهدَ ليلٍ يطولُ ،

ولا نبأ ،

ويطولُ ،

ولا سبأٌ ….

والملوك على مهلهم ..

يُشعلونَ القرى ،

وعلى مهلهم يخرجون ْ…

وبلقيسُ صاغرة ٌفي الجراح ِ،

وصاغرة ٌفي يديها عيونُ الرياح ِ ،

وكهفٌ ينام بميراثه مثقلاً بالنجوم ْ….

بأجراس مفردة ٍ

سوف تمحو اللغاتِ ..

                                                  

وبلقيسُ ما بين عرشين تسعى

ومابين بحرين ِ..

قلبانِ في صدرها ،

ونشيد ْ…

متى يُغرق البحرُ أشجانه ُ،

ويدجّنُ أحزانهُ ،

شرّق البحرُ ،

أو غرّب الوجدُ ،

حربٌ هو البحرُ ،

إطلاقةٌ ،

وتحايا لمن غادروا لعذاب ِالشتاتْ،

وعجلٌ من الذهب الاسودِ ،

الذهب الاحمرِ ،

الذهب المرّ ،

عجلٌ خُوارٌ لهُ ،

سقطت في العذاب المواقيتُ ،

الواحهم سقطتْ ،

والجراح ُمواعيدُ…

بغدادُ غائمةٌ في الدماءِ ،

وطالعةٌ في كهوف السماءِ ،

تُميتُ ،

وتحييٍ ،

فلسطينُ نافلةٌ ،

وردةٌ تشعلُ البحرَ في مائه ِ…

ورحيلٌ مقيمْ

………

           فلسطينُ ..

                نائمةٌ امنياتُ البوادي …

           فرّدي الغطاءَ على جرحها ..

             وامنحيها تراباً يضمّد اوصابَها  ،

 

وخذيني ..

هو البحُر يرخي الستائرَ

فوق سنابل عينيكِ

فوق فتى وصبايا

يرشّونَ تحت الركامِ

بذورَ الرياح ْ..

هو البحرُ إذ تلتقيه السماءُ بآخر أفقٍ

ُتدارُ المُدام ُ…

وفي صحو قلبي  ،

يلوبُ اليمامُ

وتختصمُ الضفتانْ ….

وفي صحو قلبيَ

كان حبيبي يبيعُ قلائدَ عمري

وأسورتي ،

ليرمّمَ جوع الحصارِ

مياهُ المدينة كانت تراوغُ ….

كلَّ صباح تنثُّ الصواريخُ موتاً جديدْ …

والصواريخُ تتبعني  ،

تتربّصُ في كتبي ،

وتشاغل أُمنيتي

وتداهمُ غرفةَ نومي عليَّ ،

الصواريخُ .. آهٍ ..

وفي صحو قلبي تلوبُ المياهُ ،

وتشعلُ غابةُ قمحٍ تفاصيلَها ،

والقصيدةُ تكسرُ قيدَ تفاعيلها ،

وتطيرُ حدودُ  البلاد ِ

افتحي نهرَ عينيكِ في صحوِ جرحي ،

خذي للجداول أفياءَها ،

ومباهجَ أسرارِها ..

وخذيني الى البحرِ ،

أبحث ُعن وردتي في الزحام ْ…

وأدعو لشام يديك ِ

بأنْ تستريحَ على كتفيَّ

وباسم المنايا التي حاصرتْ وحشتي

استظلّ بعينيكِ ….

ما خانني غيرُ ذاك السرير المراوغ ُ

بين البحار التي شاغلتني أساريرُها زمناً ….

إن ناصيةَ الحرب معقودةٌ بخمورٍ

تُدافُ على ساحل البحر ِ

باسم السلام ْ…….

 

أعرني انتباهك مرة واحدة…

           لأقول ما بي..

أعرني انتباهك …

لأقول شيئاً في الحزن الذي يزحف على السهول

أعرني انتباهاً

لأُريك في الليل رقص الشجر على عزف قلبي…

وأنظر إليْ ..

      لأوقف عنف العواصف المشتبكة بأشجار عينيك.

أعرني انتباهاً ..

       لأصغي إلى لحن منسيّ يعزف في قلبك.

ومدّ لي ذراعيك.

ليتعلما كيف يضمان الكون بامرأة من حرير..

وكيف يزهوان إذ يقطفان ثمرها ..

أعرني انتباهك لأسألك..

       ما قيمة الحب بلا شرفة

       ما قيمة الشرفة بلا سماء

       ما قيمة السماء بلا حدائق

       ما قيمة كفي بلا شفتيك.

       ما قيمة ساعديك بلا خصري.

…………………….

أعرني انتباهك مرة..

        لأحصي معك ذنوب العالم..

وأفتح لك أدراج حزني…

وبهاء عرش ٍ يتشرب في الليل أورادكْ…

أعرني….

 أعرني انتباهك..

       لأريكَ أسراب السنونو المهاجرةَ

             في أفق روحي.

      وأجلسك تحت شجر اللوز ،

      وأمسح بأصابع الحنان مقلتيك ْ….

أعرني انتباهك

     لأريك قلائدي وهي تنفرطُ ،

            وتضيع حباتها..

أعرني انتباهاً ….

لأقول لك:

أحطتُ بما لم تُحط ْ به ….فاتبعني..

أعرني انتباهك..

لأغلّق الأبواب ..واوصد عليك الزمنْ …

       وٍلأتملّى وحشة غيابي

       في برهة هاربة من ربيع صدرك لسواعد الصحارى…

وافتح لي جرحك…

كي أخبئهُ في غصون  جرحي..

……………… 

أعرني انتباهك …

      لأستطيع ترويض الصقر المشتعل في دمك..

      وخذ بين كفيك كفي..

  ليلتهم اللهبُ هشيم الكلام.ْ.

أعرني انتباهك مرة.

       لأريك كيف أخاصر الزمن وأمضي

    تاركةً لك َوردي الذي أرهقته لياليك..

                                                                                     31 /10/2008    

 

البسي شالك الأخضر وتعالي

 

الهي لقد خلقتني برحمتك،

 فلماذا تلتهمني كل هذه النار ..

 في داخلي تموج لغات غريبة ،

 وأصوات صماء ،

 في داخلي موج يضطرب و دوي ّ يتكسر..

 في داخلي يغمض رجل عيني

و يقودني لهاوية لا اعرفها ..

 لكنني بسكينة الملائكة أتبعه ْ،

 يكسر أسوار المدن العتيقة و أتبعه..

 يشعل النيران بالأنهار و أخوضها معه

 يزيل الصخور عن فم النبع مبتهجا بالطوفانِ ِ

 و لا احتج ْ..

و يرى من بعيد ما يأتي به الزمنُ

 و يخبئ ما يرى عني ،

رجل يقول ..أغمضي عينيك و تخيلي الجنة ْ  

 فالجنة ُ لحظة سماوية في مدن الشياطين ..

أغمضي عينيك و انهمري

 فالمعرفة قيد و تأول ْ

 و التخيل انثيال  ٌ و حرية ..

 أغمضي و اتبعيني،

ليس صدفة ً أن نكون معا في حديقة معشبة،

لأن الصدفة ليست نتوءاً اعتباطٍياً

إنها اللحظة الطافحة بالمعنى

هي أنا وأنت…

 إذ نصنع قوانين كون نبدعه بأيدينا..

 فالزمن ليس دائريا حبيبتي  ..

الزمن يجري ، يجري ، يجري

 و لا يلتفت للوراء .

 و أقول …ذلك زمنك ْ …

 أما أنا فمشتعلٌ يجتاح الجهات الأربع َزمني،

 يتحرك بنقل نقط بداياته من مكان لآخر .

 يتوهج بالانعكاس …

 يتوهج بلا انتظامه الكوني ،

 بجبروت البراكين المنعتقة  في لياليه ْ،

 وليلي ليس كبحر امرئ القيسْ …

 و ليس كأي بحر ليلي ،

 فالبحر عبقري مكبلٌ بشواطئ من رمل

 البحر حتى في هيجانه الجنونيّ يوقفه ساعدٌ هشْ …

بينما يتكثف ليلي في لحظة حب ٍتوقف الزمن َ،

  وتفجر عبيره ْ..

و تقولُ … نحن من نفجر الزمنْ…

 نحوّل انتظامه إلى حرائقَ ،

 و قوانينه الوجودية َإلى ينابيع و أنهارْ

 و شتان ما بين بحر و نهرْ…

  ليلي شلال ٌيتدفق مرة ً

و يتكثف في رقصة غواية ٍأخرى

 و إذ تتحول الرقصة ُإلى لحظةٍ كونيةٍ يتوحد ُالزمنُ

 و تنفرج أزمة قلبينا ..

 فالمعضلة أن نعيش أزمنة متباينة ْ

 حيث ينفصم الحبُّ و تضيع المسافات ْ

………..

و تقولُ… انظري في عينيّ تبصري زمنك الآتي

 و انظري إلى النهر يتطهر من دمائه النازفة

 قلتُ لكن زرقاء اليمامة ماتت من زمن

 وا ندثر ألق عينيها ..

قلتَ .. لكن الألق لا يموت ْ…

الألق ينحلُّ ليعاود النهوض مرة أخرى

 دليلي انك تنظرين إلي فأتوهج…

 و تلمسينني فأتحول إلى ماء

 و إذ تقولين احبك ََ.. أدخل ُ في الغياب ْ

 دليلي انك تمسحين جرحي

 فيطلع ورد ٌ أحمرْ

 و تغمضين بورد شفتيك عيني فتنهمر الحقول سنا

 و تتلعثم الغيوم …

دليلي أنك تنظرين إلى الصخر فيتبسم…

ويبلل رموشه ندى يتوهج في نبع عينيك…

لا تبتلعي الدموع حبيبتي …

دعيها تنشد حتى تخضر الهواجرُ…

وترفع راياتها الجبالْ…

أنشدي ،

وأقفلي الظلام كي تنفتح شُرَفُ الليلْ…

والبسي شالك الأخضر وتعالي…

 

 

 

–          في النص اشارة لجحيم دانتي .

 

 

سحب الثقة من المسلّمات

                              

                          

هاأنا بعد طول تأمل

 أسحب الثقة من المسلمات جميعا

من قلبي أولا..

لانه كثيرا ما يستغفلني ويسقط في جب…

من دمي..

لانه سرعان ما يتوهج….

مربكا شراييني…

من عقاقير الصداع..

لانها تواطأت (بالالفة) مع الوجع عليْ ….!

……….

هاأنا بعد طول عذاب…

أسحب الثقة من المسلمات جميعا…

من عينيك..

لانهما يخترقان مخابئي السرية

ويلتقطان ما لا يصلح للبوح..

 

من ساعديك..

لانهما كثيرا ما يخونان في الليل خصري…

 

من أناملك..

لانها تزرع وردا في جسدي…

وتدعه عرضة لوخز النحل

 ..

من الازرق الرصين..

لأنك تصر على أنه وحده الذي يليق بي..

إذ ْيفصّل البحر على مقاسي…

 

هاأنا بعد طول حزن…

أسحب الثقة من المسلمات جميعا..

من البذور…

لأنها تحولت الى حصى ناعم..

 

من الرياح..

لأنها كثيرا ما تحمل قطافي الى أقاصٍ بعيدة..

 

من حقيبة يدي

لأنها كثيرا ما تضيق بحزني….

……….

هاأنا بعد طول تأن…

أسحب الثقة من أنظمة العقل كلها

لأنها تسعى لقص أجنحة الروح،

وتكسير عراها

وتقفل شُرف القلب..ْ

 

وأكره الفلسفةَ َحبيبي…

لأنها تسجن الأفئدة في حيزالمنطق…

ضاحكة علينا بمصطلح “الناس الكمّل.”..

……….

ها أنا أسحب الثقة من امرأة العزيز

لأنها غادرت بؤرة الوجد…

وضاعت في التفاصيل…

…….

 

ها أنا أمنح الثقة لابن الفارض

وهو ينبثق في صميم الازمة الى اثنين….

مرسِل ومرسَل إليه….

“إليّ رسولا كنت منيَ مرسلا

وذاتي بآ يا تي عليّ    استدلتِ

 

ها أنا أهيم بروح النفريّ

وهي تنأى بذاتها عن المحنة

إذ غادرت الزوالَ…

 واستقرت في عُلى الاسرارْ…

 

ها أنا أمنح الثقة لراكان دبدوبْ…..

وهو يقدم نساءه بأجساد بضة..ْ

قرابين للحرية…

ومشروعا لخصب الكونْ…

 

لماتيس ونسائه الوحيدات….

وهن يتسربلن بالأسود الوقور….

إجلالا لهيبة الحزن…..

 

أمنح الثقة للجرنيكا….

لأنها استطاعت أن تحتوي مجد المطلق….

وتخلّد بنسبيتها عذاب الانسان…

 

ولموريس جار…

ممسكا بكفي، وهو يجري بي

نحو البحار والمحيطات..

مخلفين ِوراءنا المدنَ النحاسيةَ َوالدمى..

 

هاأنا أمنح روحك الثقة حبيبي..

كي ترقص في حدائق روحي

وتشيع فيها الفساد…

………

 

هاأنا بعد طول درس….

أسحب الثقة من المسلمات جميعا..

من التاريخ..

لأنه كثيرا ما كذب علي….

 

من علم الاجتماع..

لأنه زوّر النتائج في عيّنات صغيرة….

وترك الملايين للضياع..

 

من الاقتصاد….

لأنه كرّس التحيّز وفتح فم الهاوية..

 

من السياسة..

لأنها اختارت برج الذرائع..

……….

هاأنا أمنح  قلبك الثقة حبيبي….

لأنه أمسك بمفتاح قلبي

غير آبه بالتفاصيل….

واختصر الزمن في لحظة أرجوانية…..

جرح همسة…

أو تراشق عبيرين…

لتصير الروح رشيقة القوام….

ترف في شُرفها الفراشاتُ..

وتستلقي الينابيع….

أزداد هيبة ًبهذا الفرح البهيْْ….

وأفرشك خيمة على الوجود….

 

 

مشاكسة

 

كل يوم ٍ تمزق زهرة َ حبي

تبعثرها ….

وألم ّ الشظايا

كل يوم تثير الغبار على شمس قلبي

 وأشعل في الليل شمعة عذر ٍ لها

 وأداري الخطايا  ….               

كل يوم تكسّرُ قارورة َ العطرِ ِ

ثم أعود لأزرع في شُرفات الربى

عودَ فُلّ جديد ْ

كل يوم تُريقُ هوايَ على صخرة ووعيد ْ

فاخرج ُ من شجري ،

وارشّ عليه مياه الحياة ِ

أظلله ُ بالأرجوان ِ

وامنح حزنه ضوء البذور ِ….

ليطلع في جسد الصخر حباً جديد ْ

كل يوم تزج ُّ بوردة روحيَ في الجب ِّ

تسلمها للشتات ِ

فاستلّها من غيابة كهف العذاب ِ

وامنحها السرَّ…ِ

أصحبها للمياه البعيدة ِ

كنت أعلمها أن تثورَ ،

وان تستريب َ

وتكسر قيدك َ

تطفئ جمرك َ

تبني لها في الفضاءات بيتا ً

بأجنحة وسنادين َ…

لكنها تستديرُ وتمضي إليك ْ…!!

 

ما روته دجلة للبحر

                                                                                                       

على غرب دجلة تسقط وردةُ روحي

الجسورُ إلى الشام يشعلها الوجدُ

منفيةٌ رسل ُالشام.ِ.

هل من دليل إلى الشامِ

هل من قتيل يراودني في المساء.ْ..

**       

على غربها يطلع الشجر المتنبئُ

يكتبني من جديدٍ،

ويشعلني من جديدٍ،

على غربها تتوهج عيناكَ

قدسا وأندلساً..

و بروق ليالٍ مخضبةٍ بالأسى

وبوَحْي يعيد ُمسلة يثربَ

يكتب نجدا غريباً

ودمعا صديد….

**

على غرب دجلةَ تسقط دمعةُ حبي

بكف ّالمنافي

أسائل عنك وتنأى…..

أسائل عنكَ

تفتش عن شوكة بالضياءِ

وعن محنةٍ تستردُّ تفاصيلها من دمائي

وتهجرني في اشتعاليَ….

تهجرني طلقةً مطفأةْ…

وأمنيةً ضيقةْ…

وعنقودَ حزنٍ رحيمٍ

وفاصلة في البراري

حبيبي على قدر بهجة حبك أشعل ُعمري

وافتح في الكلمات حدائقْ…

افصل منها القصائدْ….

وازرع فيها يماما عصياً

وحزنا بهياً

ونخلا يقاومْ…

**

تجيءُ إليّ

وبغدادُ أجملُ…

بغداد أشهى…

افصّلُ قلبي على قدر حبكَ….

يشهد قلبكَ..

حبك َاكبرُ

قلبيَ َأبهى…

ويتسعان، يضيق المدى…

في الهزيع الأخيرِ دنا البحرُ،

شب ّدم الحربِ،

حين دنا البحرُ

قامت سكاكين خيبرَ..

حين نأى البحرُ نام الدليلْ…

فلا تجرح البحرَ إن الغيوم تطهرهُ

وعلى شاطئيه تشب اللواعجُ

ملغومةً باللظى…

إن للبحر أوجاعهُ…

ودموع َمواجدهِ

ان للبحر ليلاً يكابد أسرارهُ

وصخوراً تلوب ُعلى بابهِ…

ان للبحر أسراه:

قلبي ومنظومة من بلابلَ مذبوحةٍ

في دياجرِ حيتانهِ….

وشواطئ ترقص في جرحها غابة ٌمن نخيلْ…

وللبحر اذرع تغتالني في الليالي،

وغصن يخاصرني في الأصيلْ….

خذيني إلى البحر أيتها الملكات ُالسعيداتُ

بالوجع المرِّ….

هاكِ فوانيس نارنجةٍ ذبُلت في الشهيق الأخيرْ….

فبابُ القبيلة أسلمته للدوارِ،

لفلكٍ تشتّتُ ركابها

ولحوتٍ تساوم يقطينها

أن تعيث به دودةٌ…

سقطت دمعة ُالحبّ في راحة الحربِ…

أو سقطت دمعة الحرب في راحة الحبِّ

لا فرق.َ.

إن المسارح مربكةٌ…

والمناهجَ أمركةٌ…

والمياهُ تشق التراب إلى فتنة شاهدةْ….

والصواريخ ُتأتي وتذهبُ…

تأتي وتذهبُ…

والطائرات على مهلها توقظ الأنبياءَ

 من المحن الهامدةْ…

إنني أستريح على شاطئ من لظى

وأقاوم ُوخز الرياح التي خبّأتْ ليَ

سبعين أغنية من عبيرْ…

أغازلها في الصباحِ،

وأودعها في المساء شغاف فؤاد تجبّرَ

ثم انحنى للصلاة على وردةٍ من سعيرْ…

خذيني إليها،

إلى رسل الشام تفتح ُصدري..

وتلقي به معجزات الزمان البخيلْ….

دنا البحرُ يا سيدي….

هل دنا البحر من جمرة تستحيلُ إلى قمرٍ

فوق جبهة عمركَ

أو غرة ٍفوق صبري..!

**

حبيبي….

اليماماتُ تزرع قمحاً بشاطئ دجلةَ

تعزف ورداً على جرفها

شجرُ الشيح يسأل عن عطرهٍ

وتباريحهِ….

عن عناقيد صبوته في الظلامْ…

وبغداد مذبوحة ٌفي الطريق إلى الشامِ،

منفيّةٌ في الصحارى يواقيتُها…

وكواكبُ من حطب حورُها…

دمعها بجع يابسٌ

وهواها اغتيالْ..

خذيني إلى غصن رمانة ٍتفتدينيَ

من وصب الورد في ليلها،

الشام يوجعها الليلُ

هل من دليلٍ إلى الشامِ

هل من رسولٍ يراود فتنتها،

ويلمّ تباريحها…

سهرٌ..

ودم ٌيابسٌ

وغيومْ…

هو البحرُ منهمكٌٍ بالفراغِ…

يؤثثه بالجمالِ..

ويوسعهُ بالجلال.ِ.

نؤومُ الضحى تتلفعُ بالفجرِ

تحرسهُ من مخالب ذئبٍ يراوغهُ…

إن أعمدة َالكون تنهض من نهر عينيكَ

تأخذني نحو أروقة الضوءِ

نحو فضاء يشكّلُ أحزانهُ

سفناً تتأرجحُ ما بين موج وقيدٍ

وما بين حدٍ وحدْ….

**

دنا البحرُ،

إن مياهك تطلعُ في رمل روحي

حريراً يدثّرني…

ورياحك تنشرني في الطريق إلى القدسِ

شالا على كتف البحرِ…

تربكني في الطريق إليكَ

الرياح ُالتي علمتني البذارْ…

 

في الخلوة أعلمك كل شئ……

 

حبيبي أضيعُ بهذا النعيمِ ،

وأشرع للبحرِ صدري فترتبكُ الريحُ ،

يُخرج قلبيَ أثقالهُ،

فتضيع المسافاتُ….

ما بين مد وجزرْ….

وأدخل صدرك.َ..

يأخذني الضوءُ نحو حدائقَ سريةٍ…

وتقول….ادخلي..

إنها جنةٌ قد وُعدتِ بها…..

كنتِ مَرضيّةً ً،

فأُعدّت لعينيكِ…

قلتُ…الدوائرُ مقفلةٌ حولها…

كيف أدخلُ..

قلتَ…هو السرُّ ُذاك….

ومحنتكِ الاّن َهذا العبورْ…

**

في الليل …….

كان البيتُ يرتّبُ في الادراج أحزانهْ…

ويطوي أمانيه في حقائب منسيّة……

وعلى رفوف الصمت يصفّّفُ أقداحه.ْ..

في الفجر صحا البيتُ محموما،

وراح يعزف على عودٍ أخضرْ…

جاءت الريح ُفعبرته ولم تتخللهْ…..

بكى البيت سراً وراح يختبئ في جذع المنى..

بكت الأمنية هاربة الى حضن النهرْ…

اشتعل النهرُ بما فيه ووقعت الواقعةْ…

…………….

وتسألني …..

ماذا كنت تفعلين في الصحوةْ…!

قلت ُ…لم أكن في الصحوةِ حينها…

كنت أخاصر الكون َ…

وأصعدُ به عبر عينيك الى السماء.ْ.

وهناك أرى ما لا يرى النائم ُفي ثقب الابرة..ْ

أرى السُررَ مرفوعة.ً

والاكوابَ موضوعة…ْ

وأرى اللؤلؤ في العقود يشاكسُ المرجان.ْ.

وأبصر أصابعكَ تفكّ اشتباك وجدي..

وهي تغمض بحنان الهديلِ عيني.ْ..

قلتَ……

هذا أوان الاشتعال إذن..

اندفعي الى النارِِ،

فانك إن وقعتِ فيها انطفأت.ْ…

وان هربتِ منها احترقتِ

فلنذهبْ اليها بالنشوة التي اسكرت الكونَ ،

فأبدعَنا…

قلتُ…..

لكن عذاب الرؤيةِ فناءْ..

قلت َهو ذا ..

حيث الحقيقة ُالتي تعطّل اللغةَََ.َ..

فلا يطالها قولٌ ولا كلام.ْ..

بل تطالها كفي وهي تزرع إرادتها في المحالْ….

قلتُ…….

في جدل التناقضِ

في اشتباك الاضدادِ ،

في تداخل المحنة.ْ..

هناك أتعلم وظيفة السلب الموجبة،ْ

وأضيع بك.ْ…

أضيع معك.ْ…

أضيع لاقرأاسرارك وهي تنأى بي

نحو مخابئ العبير…

وتريد أن أتكلم باطني…

أن ادع الانهار تجري بطلاقةٍ…..

كي تنهمر في مصباّت مستقرها….

وتهدأ الاسرارْ…

تريد ألا اكونَ رسولها اليك.ْ..

وكيف ذاك والباطنُ لائبٌ.

والقلب لا يتوبْ…

أقلامهُ حيرةٌ ….

ومقصوصةُ الجناح صحفُهُْ..

والروح معلقة ٌفي الغياب.ْ..

وتقول لي أنت ضالتي ،

وأنا ضالتكِ…وما منّا من غاب.ْ..

وأنا أتضوّرُ في الغياب حبيبي…

أطرق أبواب قلبك فيُفتح.ْ..

لكن الحُجُبَ تتخطفني

فتسري اللهفاتُ،

ويأخذني العطشُ….

وتكبر في القلب الثقوب.ْ..

تتخطفني الحجب ُفأعدو في الفلوات ِ

أبحث عن المشهد.ْ..

أتعذبُ…

أتدربُ…

أبكي..

أصمتُ والنيران تشتعل.ْ..

متى تنفلق الصفاة ُالهي ،

كي تسقط الثمرةُ فنذوق ْ….

………

وتقول ُ…لا تخافي …

تلك هي الدائرة.ْ…

وكأس الكؤوس كأسُك يا ذاتَ التاجْ…

فاشربي ،وأفيضي عليّ منها…

كي تتحوّل التفاحةُ الى نقطة ْ….

ويفيضَ النور بالاسرارْ …..

وإلا خُصفَ علينا من ورق الجنة.ْ..

وأقولُ من أين الدخول والدائرةُ مقفلة.ٌ.

والطريق مسدود.ْ..

فخذ بيدي…

كي أسلك للبداية ولا أرضى بالخبر ِ

دون النظرْ…

قلتَ بالمجاهدة إذنْ….

حتى تفتحَ الدائرة ُعُراها،

وتنفكّ أزرارُ قميصِ البحرِعن جنة ِالمأوى وريحانها…

عن مواجيد لؤلؤها

واشتعال أساها….

قلت َ…..

بالخلوة أعلمكِ كل شئ.ْ..

أفتح  الصحف لتقرأي…

وأمسح بأنامل الضياء ناركِ فتشهقين.ْ..

أشدّك إليّ في رقصة الضفاف.ِ…

فتنأين.ْ….

وأعرّيك بأصابع اللهب فتقبلينْ….

وأقول…………….

أحبك ِ،

فينفرط الرمانُ ،وتشتبك الالوانْ

وتقولين للتقوى ….

هيت َلكِ…

وللمعصية…تزلزلي..

والمعصية ُهذه الوحشةُ الموصدة ُعن اليقين…

واليقينُ حضوركِ في أمن صدري…

حيث تبتدئ صحارى الكون ِ،

وترتعش بالنشوةِ الجذورْ….

قلت ُ….

بالخلوة سأكون مشغولة بك َعنكْ….

وأزرارُ القميص ما تزال مقفلة.ْ….

ونائمةٌ في الفتنة البراكين.ْ…

قلتَ…..

لا عليكِ..ستفكُّ نفسها بأناملها هي….

وسترين.ْ….

قلتُ…

كلامُكَ دليلي ،

لكن اللفظة جامدة ٌ لا تتحول.ْ.

اللفظة توجعني…

تعرقلُ قشعريرتي واشتعالي…

بينا تواصل الروح محنتها…

قلتَ…

ما سمعتِ مني قط.ْ….

ولو سمعت.ِ…..ما قلتِ …لا.

قلتُ..أسمعُ لكني أخاف.ْ..

قلت.َ..ما خاف من آمنْ..

فراجعي قلبك…إنه الدليلْ..

وادخلي جنتي…

فشُرفُ الجنة مسكونة ٌباليمام.ْ..

وذلك كله لا يُرى إلا عندي…

قلتُ مخبوءةٌ في المعرفة البراهين.ْ….

والمطلعُ مشكاتي التي من رآها لم ينم…

تلك هي أنا…

مستوحَدَةٌ في اليقَظة.ِ..

ومستوحِشةٌ في السكونِ.ِ..

فخذني…….

قلتَ..ما بيني وبينكِ لايُعلمُ فيُطلبْ….

ادخلي …وسترين.ْ…

قلتُ……

الروح والأنوار في العلى..

وعلى الارض الظلَمُ والأجسامْ…

قلتَ..لكنه أفاض عليهما…

غرس في باب الوحشة الشجرَ ،

وأطلع في كل فلاة عين ماء بارد وأظمأنا…

قلتُ….وبقبت بالظمأ ألوبْ….

أبحث عن جذور الماء في العطش.ِ.

كي يسقط الحجابْ….

قلتَ….

لكن الاحتراق تحوّل ٌبالعبور ِ،

وتوقٌ الى وقائعَ ما كان لها  ان تقع.ْ..

لولا أن الضدين مجتمعان…

قلتُ…حررني إذن…

أطلق ساعديّ بالمحذور…

واين وجهك مقصودٌ بناظرتي…

في باطن القلب أم في ناظر البصر

قلتَ….

أشدُّ بضفائركِ عروقَ قلبيَ كي لا تفرّي…

وأدخل قلبك فردوسَ الفراديس..

في الفجر أشدّكِ الى النيران كي تنطفي ،

وأقرأُكِ في الليل على ضوء الينابيعْ…

فتنبثق الصخورمأخوذةً بتراتيل ِ

عيد لن يأتي…

قلتَ…شئٌ غامضٌ فيكِ…

شئ ٌيحوّل العبيرَ الى جمرٍ ،

فلا أريد أن أعرف.ْ..

وإذ تقولين …أحبكْ..

يتوهج الكون بيٍ ويضيعُ القرارْ…

…….

وتقولين بأي المسك أتعطرْ…؟؟

فأقول..بعبير جسدك مخضباً بماء روحي…

وطيبي …ثرى أرضٍ ٍعليها تمشين.ْ..

وتقولينَ ….

غامض ٌهو المعنى…

أحاول الامساكَ بساعديه فيهرب.ْ.

لتظل ّالرقصة ُمعلقةًً في الجحيم.ْ.

ألوب ُفي دوائرها….

أكسرُ منطقية الخطأ والصواب فيها…

باحثة ًعن السرْ…

فأضيع ما بين الرؤى ولهفة المنظور….

فمتى يدلف الوجدانُ في كلمة تتشكّلُ

حروفها في حمى التوحّدْ….

كي ألج بروحكَ المستحيل.ْ…

حيث أتشكّلُ في أنهارك.َ..

في صبوة براريك بذورا ًلحرائق الفناءْ…

علمني…….

ففي الخلوة سأطيحُ بركن الترادف.ْ..

لأعطيَ التناقضَ ما فات مني…

فاللغة ليست رديفة َالوجدانْ..

لقد خانتني ،

كما خانني الرجال ْ……

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

**في النص اشارات للنفري واشارة لابن الفارض وبيت للحلاج….

 

 

قراءات

 

في لحظة التحام البحر بالافق ……. أقرأكْ

في اعتراك الموج … في الزردْ.. ..

في التطام العواصف زرقاءَ ، حمراء َ، بيضاء ….

                                                     أقرأك ْ…

في ذوبان الشمع يحرق أناملي وجدا ً يضئ روحي ..

                                             أقرأ أنواركْ …

وفي انبثاق عبير الارض عطشى…

و هي تفرد جناحيها لأول مطر الخريفِ…

                                           اقرأك ْ…

في أنين الزوارق تلهث بالعبور…

في ذعر الأنهار من حيتان العتمة…

وأنين الشُرَف من عنجهية القذائفْ …

في اصطدام قطارات الزمن ِ ، في المحطات اللهفى ..

في الدموع العالقة على ضفائر ليل ٍأخرس ْ…..

والدموع المعرّشةِ على  وجنات الفجرْ…..

في اشتعال بحرين شاسعين في عينيكَ… أقرأكْ…

في الصباحات الجذلى …..

ببد ر نيسان عمري ،

بشذراتهِ الماسيةِ المنثالة على القارات ِ….

                                          أقرأك ْ…

 و على السنابل المحمومة ِبالوجدِ ابصرُ وجهكْ

 في الطرق الملتوية ِ…

في الدروب الشائكة المؤديةِ الى ألق الحرية ِ…

                          ألمح وقع اقدامكْ …

وفي الغابة الملتفة بحزن القرونْ…

مستلقية ًعلى ذراع دجلة ْ…

في تأوهات ادغالها ووجع جذورها

و زهو خضرتها… اسمع غربة روحك ْ…

رمزاً ضبابا يرفض البوح ْ…

 و سماء ً غائمة ًترفض المطر ْ…

 و اغصانا طافحةً بغضب مجروح ْ…

– أعيريني كفكِ تعالي …

 وارسل لك كفي عبْرَ ريح هاربةٍ خؤون ْ…

 تجتازُ الوقائعَ و لاتصل ْ…

فتجفّ المياه و تذبل الانهارُ و ينكفىءُ الحصادْ…

في الليل ترسل لي ساعديك عبر صبا المواسم ِ….

                                           و الصباباتْ….

 نشيداً عراقيا.ً….

ووشاحاً اخضرَ يستلقي فوق صدري

و مع قوافل الشام أبعثُ لكَ تحية الصباحْ….

و أسألُ  عنك كل يوم قوافلَ الشام ْ…

أيها القلب الحالم بأمنيات لم تزرع بألغام ْ…

و بغرف ٍلاتكسّرها الصواريخْ ….

وبسقوف ٍغير مهددة  بالأ نهيارْ…

ايها القلب الذي تحول الى نهرمن سعيرٍ.ٍ…

تجري فيه محن الحروب ولهفاتُ الوقائعْ …

باحثاً عن همس ٍوسط الزوبعةْ…

خذ اليك الواح الحكمةِ ،

و اقرأ قلبيَ مد ججا ًبالحرائقْ…

و ذاكرتي البيضاء َالا من دويّ المفخخات ِ….

                                       و أشواقك ْ…

و انتظرني ….

تحت شجر الوجد المنفرط على وسائد البحر ِ،

 و هي تشربُ في غيابكَ أنينَ رأسي ….

 تحت شجر الوجد المنفرط في خلايا جسدي ،

 و هي تتضور بعطش الجحيم ْ….

و بدفء عبيري المحبط بغياب من يشتعلُ في أزرارهْ ….

 – جائعٌ في صحراء حبكِ أنا  …جائع.ْ.

 وانتِ تفاحتي الطرية ُو قارورة ُعسلي…

وانا عالقٌ بكِ عالق.ْ…..

فمدي ذراعيك خذيني ..

وأتلفّتُ فأجد الصدى منشورا على حبل غسيل المنى..

و متشظيا وسط القذائف ْ…

……………….

 وجودك يحاصرني …..

 وجودك يعوّدني …..

 وجودك  يمرّن روحي  فتألفُ زوابعك  و امطاركْ…

 و نثارَ اللهب المنهمر ِمن حمى شفنيكَ

 اذ يستبدلان الضربةَ َتلو الضربة بعناقيد وردٍ مفتقد ْ….

 – أحبيني ….

 تنزلق الحمى من شفتيك و يسري الحريق ْ…

 و في الرقصةِ الأخيرة …..

ينفكّ تشنجُ ساعديك بأصابع حناني …

 أ كلُّ هذا النعيم لي ….؟؟؟

 يا إلهي كسّر الحدودَ كي تتسعَ الدوائرْ ….

و ارفع السماءَ لي اكثرْ….

كي اجد فضاءً يتسع لدوار روحي ….

واجعل الشوارع َ أ جملَ كي أضيع في التفاصيلْ …

يا إلهي كنْ مخلصَ وطني من شظايا المحنةْ..

لأبنيَ مدرسة المحبة ْ…

و أعيدَ ترميم الهاويةِ ….

و أزرعَ الحدائق ْ…..

…………….

– أحبيني ….

تنبثقُ الأجنة ُ في دمي…..

و يلعبُ الاطفال في شُرف قلبي…

و ينهض شجرُ الرمان ْ…

فلما تفرّقنا كأني و ما لكاً….

لطول اجتماع ٍلم نبتْ ليلة ًمعا

– أحبكِ كلّ الوان الحب فانهلي من أي نبع شئت ِ….

 و حناني ينبوع ٌغامض فابحثي عنه تصلي …

………….

لكني بوضوح السماء احبك ْ….

بانهمار البراري …

بوجع البحار المنتهبَة بأ سماك ٍوحشيةْ …

في الصباح أسرّح شعركَ وأصحبك الى المدرسة ْ…

أوصيكَ أن تكون هادئا ومطيعا ً…

أُجلسكَ في المحاضرة قربي..

لكن ْ ما ان يبدأ الدرس ْ..

حتى تقتحم َعلى الطلبة صمتهم.ْ..

وتحذ ّرَهم من السكوت.ْ

…………………

في الليل تتألق لؤلؤة ُ روحي …

في الليل تظلني أجنحة ُملائكة ِ الرحمة ْ…

في الليل ترسم خرائط َعمري..

ملونة ًببلاغة أصابعكَ وهي تؤثث ُ الجنة ْ…

في الليل تنبثق أسرارُك و أنهارُك.َ…

وأشجارك في دمي….

و تعاود حضورَها المحنْ…

 

امرأة ورجل

 

(1)

حينما قلت ابتعد ْ..

كانت دمائي ،

فوق كفيكَ تنزُّ النارَ ،

كان الصمت في عينيكَ

 يجتازُ الممراتِ  ،

ويمتد ّإلى هاوية ٍأخرى

 وكان الليلكُ الورديُّ

 يسّاقط ُ…

 قالت ظبيةٌ مذبوحة ٌ :

لا تُسدلوا فوقي الغبارْ…

 بل أعينوني على خرق جدارْ .

(2)

سيدتي …

 يبست كلُّ حمامات الدوح ِ

على الأغصان …

وأنا أسمع صوتك ِ

يعطيني الشارة َ ،

أبصر زحف الثعبان ِ

على صخر العمر ِ…

فألهث خلفك ِ ….

سيدتي …

قوسٌ من نار يخرق ظهري ،

أتلفتُ…  

أبصر في الإعصارِ ِ

أعنة َخيل تجري …

وأرى عينيك ِعلى برج النارْ…

ترقبُ ما تركته الريح ُ

على الأشجار…

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أضف تعليق