ما بعد الحزن..

 

وجه القمر

 

أيُّ غصّاتٍ بصدري تتكسّرْ..

عندما يهوى القمرْ

في كهوفِ الليل ، في جبّ العذابْ

عند ما ينطفئ الحلمُ بأجفانِ الشبابْ

 يُطفئُ الأنجم ،   

عشريناً من الأنجم خلفهْ ..

 لا يبالي ..!

 أيّ ذكرى وفِكَرْ ..

 تُضرم الوجدَ إذا البدرُ انتحرْ ..

تخِز القلبَ بأشواكٍ ،

       بنارٍ ، بأبرْ :

ويح عينٍ لم تَرَ وجه القمرْ ..

ويح عينٍ شاب في أحداقها ضوء القمر ! 

*

*

أيُّ رجع يا جليدَ اليأسِ في صدري انهمر ..

نثّ في دنيايَ فُلاً وزَهَرْ ..

ومضى ينأى بقلبي ..

غرقت عيناي في الحلمِ الأثيريّ الصورْ ..

أتُرى ذاك القمر .. ؟

أتُرى ذاك القمر .. ؟!

يا صدى يقتات ليلي ..

يهدمُ السقف على رأسي ،

يهدّ  الجدرا..

ماتت العشرون نجمةْ…

ما رأت وجه القمرْ..

نفثت حولي رماداً مسهدا ..

حفرت في وجه قِمّةْ ..

صوراً باردةً .. ما مِن أثر ..

آه من شوقٍ على عمرك مرْ ..

ماج في عينيك يوماً واحتضر ..

لوّن الدربَ اخضراراً، وعطوراً ، وسمرْ ..

واحتضر !

يا جدارَ الصمتِ… يا ظلاً جليديَّ المقلْ ..

يحلُمُ الميّتُ بميلادِ الزهرَْ ..

فمتى يا وجهَ آذار ..

متى يشرق ذيّاك القمر .. ؟!

 

 

 

 

 

بدوية في عصور الكتابة

                                      **

 

 

 

اجفّ مثل الماءْ ..

اسقط مثلَ وردةٍ صفراء ..

ابحث عن جذورك الميّتةِ الجذورْ..

واشرب الشِعرَ الذي لاينتمي لبحرْ ..

اعتنق اغترابهْ ..

اكفر بالعصر الذي علمني الكتابهْ ..

اصرخ يا سيديَ الملكْ ..

كفرت بالحضارةْ ..

بقشرةٍ صفراءَ مستعارةْ ..

كفرت بالجلدِ الذي احملهُ ..

بالمدن العارية السيقانْ

بجرح قلبي المُتربِ  الأحزان

بمنشات تمنح الفتاة :

حقوقها بالحزن والتعذيب والأرقْ ..

تعلّم الكرامة ..

حتى إذا غُلّقت الأبواب ..

وصار لاغيرَ الجدار مؤنسُ الإغرابْ ..

بكيت حتى أُخريات الدمع ..

بكيت حتى جفّ ماء القلب …

بكيت حتى أشفق الجدار !!

اقولُ .. ياسيديَ الملكْ ..

واحدة أنا ..

حيرى أنا من جوف صحراء العربْ ..

لكسرةٍ يابسةٍ احنّ من خبز العربْ ..

لتمْرَة رطيبة اشتاق من تمر العرب ..

لنفحةٍ شجنْ ..

معبّق برملها المعبود إذ يثورْ…

بنسمة ترف خلف السور 

فهذه القصور

زائفة الورود والأقمار ..

اواه ماأحلى الشجن ..

والصدق والطيبة ، والحَزَن ..

في قلب قلب امة العربْ ..

       *  *  *

ياسيدي .. واحدة أنا ..

تريد أن ترحل بالعذاب ..

تمرغ الأثوابَ ، اثواب ثقافاتك بالترابْ

تريد أن تظمأ .. أن تجوعْ ..

بغير هذا الجوع ..

بغير هذا الظمأ المشفوع بالشنق وبالدموع ..

تريد أن تصرخ ..

أن تهز صمت العالم المنهارْ ..

فالصوت صامتٌ هنا ..

والموت لالون لهُ ..

والحزن لاطعم له ..

وصولة الغبار

تظلّ عبر الليل والنهارْ

تجول دوما قرار

اواه يا قاتلُ .. يا ملك .!                                     

 

جراحات صامتة

 

1-

أيها الصوت الرفيقْ ..

أيها[i] المزروع في غربة ليلي ..

واحة الزيتون من دهر مضى ..

كنت قد حملتها لعنة عمري

ثم ودعت على خضرتها كومة حزن وحطبْ

وتذرعت بصبري ..

 فمتى .. من اين جئتْ ..؟

ولمن كنت تغني ؟

وأنا من ألف عام ..

يوم حوصرت هناك ..

كنت لا أبصر وجها للقمر

فمتى أشرق ،

من أين ؟ وكيف !

 

2-

رف في صوتك عطرٌ ، وخمور وصلاةْ ..

مثل عينيّ وصمت وجراح ..

وحكايات طويلةْ ..

طرقت مثل حكاياتيَ ابواب السلاطين العتاة ْ..

ثم عادت غضة الجرح .. بليلةْ ..

 

3-  

  غام في عينيّ جرحٌ ، لايغني

  وانأ امقت جرحا لايغني

  فاعطني من صبرك الصامد شيّا ..

أعطني آه لعلّي…

أمنح ُ الأعين بعضا من فرح

  ليغنونا إذ عود أغانينا انجرحْ ..

 

4-

أشرقت شمس على جدران بيتي .

وزها في ليلتي وجه القمر ..

وتدفقتُ على كفك شلال زهرْ ..

واندثرْ ..

ذلك الظل الذي سود عمري ..

لم اخف لعنتهُ ..

لم اخش بطشهْ ..

انت من اين عرفتهْ .. ؟

إذ تضورت على بابك مزقت جراحاتي .. وآه …

لم اقلها ..

اه لكن اينما سرت تسير

لم اقلها ..

 

5-

ايها الصوت الرفيق ..

ايها الطالع في وحشة ليلي ..

عرّشت جدران صمتي ..

وتندّت حفنة التربِ التي تُلهب كفي .

حفنة التربِ التي تزرع قلبك ..

حفنة التربِ التي من اجلها نحيا ..

نموتْ ..

خلها تندى ،

 فقد غارت سعيراً في شغاف القلب ِ ..

قلبي .!

 

6-

ايها الحزن الذي يبدو على عينيه إعصارا وثورةْ ..

ذلك الصبر الذي جلبب عمري ..

خذ بقاياهُ ،

وهات الفجرَ ..

هات الفجر .. مرة .!

7-

ايها الصمت الذي أبلى ولا يبلى جدارهْ ..

ايها الموت الذي يسحق رفات الربيعْ

في عيوني ..

ويذيب اللحن في عينيك إذ يهوى قرارهْ ..

أيها الوجه الغريبْ ..

خلني اكشف ذلك الحزن عن وجه صنمْ ..

غارق في دمهِ نبض الحنين

8-  

موجعٌ ، صمتي .. موجعْ …

موجع حزني الذي أحملُ وحدي ..

فامنحوني من زواياها امنحوني ..

أحرفاً تجرح هذي الظلماتْ

أو خذوا الهم الذي احمل وحدي ..

يا رفاقي .. 

 

كلمات صغيرة

          **

1- اليقظة :

لا تنامي ..

يسقط المصباح لو أنت غفوت ِ..

وتطهرت بحلم رفّ في عينيك يوما وازدهيت ِ

لا تنامي ..

فانا اكفر بالعصر الذي يحصد أسراب اليمام ِ

وانا ابحث خلف الباب عن تاريخ خيلي وحسامي ..

لا تنامي ..

رف في ليلنا نجم وعلمْ ..

وشجيرات صغيرة

وحكايات المْ ..

أنت يا شمسا وراء الشمس تأتي ..

وتروّي جزر الأحزان دم ..

 

2- الثورة :                                                                           

اجيء بالبشارةْ…

يا ايها الرجالْ ..

اجيء عبر ليلكم واحمل البشارة ..

معي .. معي هوية المدنية ..

وغيمةٌ خضراء ..

فلتقتلوني قبل ما يجف في حنجرتي الغناء ..

لأنني ارفض أن أموت مرتين ..

ارفض أن أموتْ ..

3- التأميم :                                                     

أين يسري صوتكَ الفضيُّ.. 

من اية دوحة ؟

يورقُ الشباكُ يخضلُّ بفرحة..

أزرع الفُلّ على صمتِ الجدارْ

أحصد النارَ واهٍ..

اشربُ الغنوة نار..!

4-النصر:

لأول مرهّ..                                                                    

أضمك عبر القممْ …

وأُشرع قلبيَ نحو السماءْ..

لأسقط بذره..

وتصبح أنت الوطن ..!

 

كلمات الحب

 

وجهكِ الحالمُ قنديل سفرْ ..

وأنا الراكب في كل القطارات الحزينة ..

هارب من ضوء عينيك لأحداق الخطرْ

       …

بجناح السندباد ..

أعبرُ الأرض وأتيكِ على جنح جوادْ

أشقرٍ يحلمُ مثلي بالمعادْ..

نازفٍ جرحه من عصرِ كليبْ..

وكجرحي لم يعش غير حكايات الضمَادْ ..

       …

وأنا أفنى على صدرِكِ تحت الريح..

  أفنى والمطرْ..

وتدميّني ..تدميني سكاكين الخطرْ..

فمتى تمسحُ كفاكِ جبيني ..

وتروّين بقلبي غصن حلمْ..

       …

لا..تجيئي

كلماتِ الحبّ صار الحب في عصر الحضارة..

زَهراً يُصنع في كل الميادين ِ

ويُهدى كلَّ أنْ..

لا تجيئي..

هضبةً جرداء صارت شرفة الحبّ بقلبي

والسماواتُ سطوحاً مُغبِرةْ …

تمطر العلقم والحصباءَ..تمطرْ

وأنا احلمُ..لازلت ..بفجرْ..

بربيعٍ عاطرٍ..

أحلم بالأطفال يأتون زُمر..

وبعينيّ يروون شجيرات الزهرْ

لاتجيئي..

خليّ الجرحَ يُخبيّ وجهه في غورِ قلبي.

 

ويروّي حزنه اليافع دمعْ..

لا تجيئي..

كلّ ما في شوقك الكاذبِ من لهفة وجدْ..

صارَ في أعماق عينيّ رماداً لا يُحدْ..

فاجمعي وجهيَ..منثوراً وراء الليلِ وجهي..

وتعالي..

يزهرُ الجرحُ بقلبي ..

ويغني الناس في الحارات .،

يأتوك فرادى وثنى ..

فتصير الحفرُ الظمأى بساتين منى..

حينها أبصر في عينيك صوتي ..

حينها احتضنُ الوجهَ الذي عانقَ صمتي ..

لأغنيهِ..

أُغنيه..وابكي!

أغنيات شريدة

       **

فأمطري..

وأَمطري زَهَرْ..

حبيبتي ما أجمل المطرْ..

وسحر عينيك..

      *  *

أجول في النهارْ..

أغوصُ في عاصفة الغبار..

أكحل عينيَّ بعطرِ تربك الجريح..

اشمّ فيه نفخ سيدي المسيح..

وهو يغيب حاملاً جناحَهْ..

وحاملاً جراحَهْ..

لا يشتكي..

لا تمطر العتاب عيناهُ

بل تمطر الغبارَ عينايَ

ويُستباح قلبيَ الذبيحْ…

    *

    *

أحملُ في أصقاعيَ النائيةْ..

نثارَ عينيكِ على ثوبي..

نثارَ عينيك على أزهاريَ العارية ..

أحمل في أسفاري الصادية..

عينيك واللعنة والجريمةْ ..

وغُصّةَ الفزعْ..

وأحتمي بكسرة الجذوع..

عاريةَ الغصونِ والثمار..

أهزّها..

أستصرخ الشوق بأعراقها ..

فيسقط الغبار..!!

    *

    *

لا شيء نستجير بهْ..

يا أمنا من صولة اللهبْ ..

لا نهرَ..لا جدولَ،لا بحيرةً صغيرة ..

نقذف  في زلالها انتفاضة الظمى ..

لا شيءَ يا أُمّنا ..لا..

كي نحتمي به..

من غُصّة العطاء إذ تفور في قلوبنا ..

من صولة الطوفان إذ تغوصُ بالمحارِ..

تُغرقُ القصائدَ الوليدة..

فأرتمي قاتلة طريدة

قتيلة ..شهيدة..

في قعرِ لجّة العطاءْ..

    *

    *

أخافُ..

هذا الحزنْ..

زجاجٌ اسودُ الطلاءِ قَاتم ،يطلّ في عينيْ..

أخاف من عينيك إذ تلملمان كومة النجوم ْ..

وتغسلان حزنها القديم..

بديمةٍ عذراء..

أخافُ من صفاء زرقة السماء

عشرون عاماً مرّ والأديم..

مغبّرٌ ..لا خبرُ يروح ..لا

لا مطرُ يمرْ

لا ريحَ تلوي اذرع الشجر

فامطري..

وأمطري زهر ..

حبيبتي..ما أجمل المطرْ..

وسحر عينيك.!

اللعنة

**                                                    

بحزننا العقيمْ..

بصمتنا العقيم ..

بيأسنا الذي سدىَ..سدىَ نودّ لو يثور..

بحلمنا الذي يغور..

ينسلّ حتى العظمْ.

نموت كل يومْ..

ودونما مشيّعٍ ،نُدفنُ كلَّ يوم..

وبادّعاء الود والسلام

نقذف وجه البدرِ بالحجارة.ْ.

نسلخ جلدَ الشمسِ بالخناجرِ..

وبادعاءِ الرقة البليدة ..

نزحف في المقابر..

نقطّع العروق ..عرق كلّ زهرةٍ وغصنْ..

نهدم قبر كل طفلة وطفل..

نعيث بالعظام..

نسطو على الحلْيِ..

على الأقراط والأساور

نسطو على أوسمة الفرسان..

ونسلبُ العرسان تيجانها..

بكل حقدنا الأثيمْ..

بكل ما نحمل من عجول كفرنا ..

بألف اسرائيل في صدورنا..

تنخر باطمئنان..

وحرمة ُ الموت على الجباهْ..

ندوسُها بكل ما نحملُ من رغائب ظِماءْ..

بكل حزننا الذي يثمر شوكاً لاذعاً ،

بكل من نحبّهم إذ يمسَخون صخرةً..

فصخرةْ ..

نعبدها في كعبة العصاة من قريشْ..

نمرّغ الوجوه في ترابها..

نمسح بالرموش ذكرياتها ..

بكل ما نود لو يكون ..

يُخطف من عيوننا ..

يُسلب في رفّة أغنياتنا ..

ونحن صبرٌ قاتلٌ،

حزنٌ بليدٌ دونما ايمان ..

وغربةٌ شاحبة..أليمة..

تبحث في الجموع عن ملامحِ الإنسان

نشتاقهُ..

تحنّ..آهِ يا رؤاهْ..

متى ..متى يجيءْ

 أغنيات لفارس عائد

       **

غنني من شرفةِ البدر التي أنت عليها

غنني فالصمت أزهرْ..

وأنا ورد بنيسان تفجر

بذرت حباته كفُّ قمر ..

وأنا ابكي إذا صوتك غابْ…

وأسّمي الشوقَ..

آهٍ لا أسمّيه فأكبرْ

من غرور الموتِ شوقي..

أنا اكبر..

        *   *

يالصولات الحسينْ..

هربت من بيته زينبُ غنت غنوتين..

وتردّت باللهبْ..

أنت يا عصفورة الأحزان ،آه ..

أشرقت من بيدر الآلام رفاتُ اله..

زارعاً عينيك فُلاً وغضبْ..

فلماذا..؟

يحصد الذعرُ بعينيك الزَهرَْ..

وتلوّين ذؤابات القمر

وتخافين،تخافين..

خذي قلبيَ تفاحة خلد

وخذيني..

وردةٌ حمراء تغتال جبيني ..

وردةُ حبّي ،وحزني شجرة

أنت حزني ..

كنتَ في اعوام نفيي

نغماً أَسقيه كأس النارِ،

أسقيه فيسكرْ

ويروّيني  فأُزهرْ ..

نغماً يسكن في وردةِ روحي

نغماً يطوي جروحي..

كنتَ ..يا ما كنت آهْ !!

وأنا في زحمة الموج تشدُّ الريحُ قلبي

وعلى صدري ضماتُ سنابلْ ..

وبكفّيّ اعاصيرٌ وجنِحٌ وسلاسل..

وعلى صوتي نار..

وبعينيّ أغانيك علامةْ..

فامنح القلبَ سلامهْ..

وتعالْ..

أيها الجرح لعينيّ تعالْ..

      *  *  * 

وأنا مرغتُ بالنار على كفيك وجهي

ريّش الجرح بقلبي ثم طار

لم يعد جرحيَ آهٍ..

غير أن النارَ نار !!

وتصلبت ..تصلبت أخافْ..

إن يكن هذا القطاف..

فلأني يوم قاتلت قُتِلْتُ ،

ولأني يوم أشرعت بتاريخي لعينيك صلبتُ

ولأني يوم احببتك أصبحت بقلب الأرض بذرةْ..

يا شراع السعفِ أستبقيك لي مهداً وراية ..

وأُروّيك بوجد يشعلُ الأخضر واليابسَ

حسرةْ..

                *   *

آيها الوردُ الذي يزهر أفديك بقلبي ..

وأُخبيّكَ لفجر النصر تستشهدُ في نشوة دربي

وأُروّيك ..أرويك بحبي

وليقل ما شاء مولاي الحسينْ

وحواشيه وأشتاتُ عبيدهْ ..

وليسدد نحو عينيّ رصاصات جنودهْ… 

فأنا رغم اشتعال النار والحقد ِ..

أراك..

وارى عينيك قنديلي عطاءٍ وزهَرْ..

وشراعات سفر..

يهتف الجرح على خضرتها لحنَ..تعالي..

نضفر الضوء على جيد الليالي ..

ونغني لقطارات السحر..

فأعودْ..

وبغاب النار والأغصان والوجد أراكْ..

ابدأ.. كنتُ  أراك !!

                 *   *

أمسِ في فجرك ..في فجريَ صليت طويلا

ولعينيك تحملت عذاب النفي وحدي ..

ثم جاءتني أغانيك البليلة..

طفلة ترعش في هول شتائي

طفلة تحمل أحزان غنائي ..

حينما أشرقت في شرفة أحزاني منارة..

وبعيني قناديلَ سمرْ

أيها العائد تخضرّ خطاك..

عَبْرَ صحراءِ الدجى والليلُ يسكرْ..

وأنا ابقي وعينيك ،

رفيقي ليلة ظمأى..

وحلمٍ ينتظرْ..!  

كلمات الى طبيبي

       **

طبيبي الصديق :

ينام في وسادي ..

غصنان أخضران

ترتع في ظلمها يمامةْ

تحلُمُ بالأمان

تقول لي ..قال الطبيبَ ..

إن الربيع عائدٌ،

ككلِ عامٍ عائدٌ..

بالزيتِ ،بالخمرِ،وبالطيوبْ..

وقال لي:

أطل ّفي هلالنا الوليد..

عرائشٌ ونجمة خضراءْ..

تعلن أن الله في السماء ..

والحب مايزالْ

*

*

رفيقي الصديق..

صديقتي تريد أن تحلُم بالأطفال..

بالشاطئ الأخضر بالزيتون

بالقمر المورّد العيون

تقول لي :

لو أنني كالآخرين لا أعيش لحظة الجنون

وهذه الثيابْ ..

مللت لونها القديم َ..هذه الثيابْ ..

طفولتي ،صبايَ ،والشباب ..

تقول لي:

لو أنني مزقت راية الحداد

لبستُ ذاك الأخضر الجميل في مواسم العطاءْ

تقول لي:

لو أن أكواما من الزهورْ ..

أضم في ذيلي..

وأنني بالفرح الغرير..

أغمرُ ما حولي..!

    *   *

أراك من بعيدْ ..

أراك في الزوارق الهادية..

تلمُّ اشتات جناحيّ..

تصوغُ من جديد ..

أغنيةً رفيفة اللحون

تنيمُ عينيّ

وأنني أبيع ما أمللك من قصائدٍ خضراء..

من شُرَفٍ غرقى بشوقٍ طافحٍ للنور

وغابيَ المكدسَ العطور..

وكلّ َما ينوءُ بي ..

ينوء من مجامرِ العطاء..

أبيعها بلحظةٍ سكينة ..

تمنحها عيناكْ .!

 

اصداء

  **

وماذا لو ضممت رؤاك في سرّي ..

وماذا يا هوىً ما ذاق هذا العمرُ ريّاهُ..

أبيتُ الليلَ أُقصيه وأُدنيهِ  ،

وألعن لهفتي  فيه

عذابٌ وقع هذا الوجد،

أغرابٌ لياليه..

أخاف عيونهم أن تجتلي قلبي..

وتكشف سر من فيه ..

أخاف أثاثَ بيتي أن يراك على فمي همسا

وأخشى الليل ..

أخشى الصمتَ..

أخشى الحرفَ إذ أكتبه عنكَ.

ورجعٌ من بعيد يضُرمُ المدفون من رعبي..

تحبينه..!

فيسقط من سمائي الأنجم الزهرا ..

وينتفض المدى ذعرا..

ويفزع آه حتى قصاص أوراقي :

تحبينه ..!

وينتفض الصدى الولهان في ليلي ..

يمزقني ويضري كل ما حولي..

أحبيهِ ،

وقوليها لهم ..

للرائحِ الغادي ..

أيا حمقاءُ ماذا لو دروا..

ماذا..؟

بأنك أنت أعطيت الهوى مرة ..

وألقيت عن الأشواق تلك اللعنة الكبرى ..

أيا حجريةَ الإحساس ، يا صخرا..

                *   *

جدارٌ كان ما بيني وبين الشوق ما ذنبي !.

جدار يرعب الأعماق مرآه

فتطوي سرها المتوهجَ الأنفاس ..

في الغورِ

ومسكينٌ رفيف القلب ما يدري..

بأنّ الحب وهمٌ قد عبدناه ..

فلما جاء محنياً على أعتابنا الظمأى..

صفعناه..

وانكرناه..

انكرنا عطاياه..

وسددنا على أعقابه أحجارنا الصماّ..

لكي لا يلمس البركات في جدراننا أخرى ..

 

المخاض

    **

وأثور ..

وأغنيِ..

ألعنُ الصمتَ الذي يزرع في الأرض تمني..

ألعنُ الحزن الذي يسكن جوف المقبرة ..

والليالي المقفرة..

أعينُ البرق التي تقطر في قلبيَ نورْ

مرت اليوم على أشلاء موتانا وعادتْ

تملأ الحقل بذور ..

              *   *

غائمٌ وجهك في وجهيَ دهراً من عذابْ

غائم وجهك والدرب حزين

وعلى كفك استنشق عطراً وتراب

هذه الأرض التي تثمر زيتوناً وتينْ..

ترتمي عَبْرَ الليالي السود في قلبيَ ..

دخاناً وطين

ونجوماً تتلوى ..  

وأنا انسل عبر الهم في عينيك ضوءا..

وأنا ازرع أيامك شوقا ..

واغني ليقين من سرابْ

*

*

بارد ليلك أوجاعَ المخاض ..

كلما لوّت جذور الشوق أكبو ..

أنت ياشعب حزيران الذي يبحث عن دفءٍ وزاد ..

باردٌ ليلك عادت كل أسراب الصبايا

تحمل الغصن الذي يهزأ من غول الحصاد ..

باردٌ ليلك والشمس وراء الثكناتْ

أخبرت كل روابينا ستأتي..

آه لا بد ستأتي ..

 

السر

أحمله معي ..

سيدي الكبير شيخي الهرمْ ..

مغضن الجبين ،غائم العيون ِ..

ابيض الشعر

يلوب في أضالعي..

يئن في أضالعي ..!

أحمله معي ..!

وانت يا مقيد اليدين ،يامكبل القدمْ..

فككت لي قبري..

من دون أن تدري

وانسلت الغيوم من كوى القدر..

تنث بردا صدري الممزق الزهر ..

تنث نورا صبري المشوه الصور ..

يا أنت ،يا معصوبة عيناك..

يا مضيع الخطى ..

متى ..متى تدرك يا كلمتي التعبى

تثقلني ..أثقلها ..

تشربني في صدر كل غنوة لهفى.

تسألني ..متى !

أخاف أن تهرم هذي الوردة الأخرى ..

أخاف أن تشيب هذي الرعشة الأخرى ..

وتنطوي تلوب في اضالعي..

تئن في اضالعي ..

أواه يا جداري الحلوا..

 

ملصقات على جدار العصر

              **

– الحلم:

غارق في لج دم ْ..

وجهك الوردي غارقْ ..

وانا احمل قربان الألمْ..

لإله ليس في معبده رجعة طارق ..

*

*

تنطوي الأبعاد والرؤيا وآتي..

لسفوح الهم واليأس علمْ..

أغرف الآلام والذكرى سرير

يحتويني شوكه يسقط نجم ..

في وسادي..

أقبض الكف على أهداب حلم..

امسح الوجد وامضي!

 

 

 

2- الشاعر:

     *

كافرٌ أنت وفي عينيك حلم جاهليْ

وأنا اشهد في البيت صلاتكْ ..

راكعاتلثم أذيال الصنم

وانا اسمع أصداء مُكاءٍ ٍ..تصديةْ

فاذا الكعبة  دمْ …

 وإذا نحن سبايا

نفتح الباب لغزو تتريْ

يثأر التاريخُ منا وتظل :

كافرا أنت وفي عينيك حلم جاهلي ..

 

3- الشاعرة :

     *

لاشيء كهذا الحزن ..

لاغابةُ أشجار الزقوم

لاوجهُ القدس ليالي العيد ..

لاطعمُ الصبير المسموم..

لاحزنُ قريش مغبة بدر..

صدقني..

لاشيء كهذا الحزن !

 

4-إمرآة عصرية:

        *

رفيقتي ..

كالأمس اكسر الزجاج عن عيني..

استبدل المرآة ..

استبدلُ الرموش والإصباغ

وضمة الشعر الحطبْ

لكنها تظل تحمل اصفرار وجهيَ القديمْ ..

والجرح واخضرار حلمه العذبْ !

 

5-الغياب :

   *

 

عيناك منذ بانتا تغير الزمنْ ..

تغيرت معالم الدنيا،

وصارت الظلمْ

تحتل هذا العالم الفسيحْ..

وصار كل الحزن ،

كل الفرح القديم والجديد لا طعم له ..

في جرح هذا العالم الكسيحْ ..!

 

6- الحزن:

      *

 

من أين أتيتْ ؟

مقفلة كل الأبواب ..

من أين أتيت..!

 

 

إضمامة زهر لهم

     **

 

مرحبا..من أين جئتم يا رفاق ..

كنت في ليل الجريمة ..

كنت في قيعانها أخبط وحدي..

ويلوّيني الألمْ..

فمتى أشرق في سقفيَ مليون نغمْ ..!

                                                                                                    

ولمن جئتم تغنون ،،لقلبي ؟

حسبكم أني على أعينكم كنت جراح..

و ضراعات تصلي ..

حسبكم أنيَ إذْ أقبلت وحدي ..

احمل الغصن على كفي،وفي صدري نار ..

جئتكم عارية القلب .. شريدة

يملأ الذؤبان دربي

جئتكم احمل في العينين عودا،

أصدأ السهد صداه..

جئتكم احمل اشتات فيافٍ وضفاف

وسماءً دون شمس ..ورجاء..

كلما أضرمه الحزن ولواه الألمْ..

ثار ..ثارْ ..

يعجن الخضرة ،بالحب ،بدمعي..

ويوشي ببخور الشرق،

شرق الحزن والجوع الممضِّ ..

جبهة الفجر الذي تزهو خيوطه..

جبهة الفجر الذي نزحف فوق الشوك ..

فوق الخنجر المسموم ،فوق النار،

كي نمسح جرحه..

ونصليه ونبكي ..

آه من أين لعيني ولو قطرة دمع..

ياشموع السيد المصلوب ،يا أقدس شمع

ضاع سر الشوق يوم انتصر الذل على باب الصنم

 فلمن نشتاق يا سوط الندم

ولمن نزرع هذا الليل أغصانا ودم ..

يا رفاقي..

ومضة الحلم التي من اجل عينيها نقاتل ..

خضرة الحب التي من اجلها نحيا..نكابر

سمرة الأرض التي نعبدها أروع..أروعْ..

بأغانينا التي تزهر في أغوار حوت

نشعل الأرض علامات تلبّي :

لن نموت ..

 

احزان امرأة ليست عصرية

          **

 

أسقط في عينيك يا تشرينُ ..

يامورّد الأحلام.

اسقط في البداية ..

اسقط في النهاية ..

لان هذا منطق الإعدام.!

*

*

تقول لي دليلةْ..

فقأت عينيْ رجلي..

لأنني افتكرت ليلا انه إسكندر الرجالْ ..

لكنني اكتشفت فجرا انه الدجال !

 

تقول لي قتيلة..

*

*

وحينما صرتم أسارى الحرب في الجزيرة ..

وانحنت الخناجر الذليلة..

رأيت في جداركم الله والرجالْ ..

يفجرون انهر المحال ..

وحلم عينيك على امتداد جبهة الصحراء ..

محترق..

ضممته ..فطارْ..

*

*

يقول لي السيابْ :

وحينما يجيء موكب المطر..

ويغسل النوافذ الحزينة ..

أشعر بالغربة مرتينْ

لان حلمي دونما عينين

وكل ما حولي من جدرْ ..

موصدة ..حزينة ..

*

*

تقول لي رفيقتي:

وحينما ولدت في مدينة العميانْ ..

علمني السلطان ..

أن المس الجدار إذ أسيرْ

وهكذا ..

ما عاد بي من حاجة للنور !

*

*

يقول لي السجان :

لو جئت قبل الفجرْ..

لا جتزت والحراس نائمون..

لكنما أتيت بعد الفجر ..

وبينما الأسوار والعيون !

*

*

أقول يا دليلة :

أقول يا فارعة النساء ،يا قتيلة..

الحب والأحزانْ..

يخططان كالمياه لوحة الانسانْ .. !

 

الشهيد

  *

ببركة دمْ..

يرفرف قلبي حمامة حزن ،ببركة دم..

أغوصُ بكل سعير الأسى ..

بكل تحرّق عقم الزمانْ

لبسمة طفل يجيئْ

لمولد صوت وضيءْ

واصرخ يا موطن الدمع والذكريات ..

غدا حينما ننطوي لا تقل عن أسانا ..

لتلك الوجوه النضيرة ..

نسلمها الفجر وعدا ..

نسلمها النصر عهدا

وكلُّ كؤوس الفرح ..

لمن يقدمون غدا يا زمان .!

*

*

أقول.. لماذا تموت ؟

وألف جراح بقلبيَ ينبتن زهرا..

وأكفر بالحزن ..

اكفر ..أنسف صبر العذاب ِ

وأزهر جمرا..

*

*

أجيء اليك ككل رحيل ْ..

ودون وداع أمرّغ هذا التراب بقلبيِ ..

واعشق شوقهُ..

اعشق حتى الدمار ..

وأعجبُ هذا العذابْ ..

ولوعة كل الفصول ..

تمورُ بقلبي ..

وابقي أنوء..

أنوءُ بحبي.!

*

*

تعال إليّ..

تنزّ بحور العذاب بقلبي..

وأبقى صريعة رعبي ..

فلا أنت تأتي ولا الشوق يخبو..

ولكن شيئا خفيْ ..

يمد بساط الضياء بدربي ..

ويحنو عليْ..

*

*

صغيريَ أنتَ ..

 لماذا أسوّر وجهك عبر الألمْ ..

واطويه تحت جناحي ..

وازرع قلبك بالحبِّ ..

ازرع تحت غزير المطرْ ..

حقولك فلا وزهرْ ..

واشرب صوتك عبر الرياح ْ..

وابكي إذا ما العذاب استعرْ ..

ورحت تنام وراء الضباب

ورحت أُسائل وجه القمر ..

لماذا ينام غريبا ..

لماذا يشج الأسى وجنتيهْ ..

وتذوي حقول النجوم على ناظريهْ..

أُسائل ..كيف تروح مواجع هذا التراب أليه..

أقول لماذا أُلفّع وجهك عبر الظلم

 بألف حكاية ضوءْ ..

عن الشوق كيف يعود صبيا

عن الحب كيف يعود نديا ..

عن الشوك يزهر فيّ غصون بكاءْ ..

فاشرب نار الدموع ِ..

وامضي بلا مقلتينْ ..

وأنت بعيد ..بعيدْ  ..

الموت والصدى

      *

ايها القلب الشريدْ..

من يغنيك إذا جاء الربيع

من سيهديك أضاميم زهرْ

منذ عام جفت الأرض ولم ينزل مطر

منذ عام..

وأنا احملُ رايات الشفاعة

لعنة تثقل ظهري 

وأنا ابكي.. أصلي..

احمل اللعنة وحدي

احمل الأرض بما في الأرض وحدي ..

من سيعطيك من القوت كما يمنح عمري

حفنة الخمر،، فتات الخبز ِ،

آه يشرق الوجد على عينيك تشتاق إليّا ..

تتمنى لو طوينا العمر طيا..

ثم في كسرة سفح صابرٍ نأوي إليه ..

نرتمي بين يديه..

نمنح الشوك على ربعه بعضا من حنانْ !

آه ياحلمه ،ياطيفه،ياشوقي إليه..

كذبا كنت لعينيك شدوتُ..

كذبا كنت بكيتُ..

كذبا ذاب على دربك قلبي!

إنما اشتقته ،

غنيت لعينيه..بكيته ْ ..!

*

*

أمسىِ في ليلي الطويل

ووراء الكوّة الموصدة الوجه رأيتكْ ..

أو تخيلتك لا ادري ..

رأيتك

تفتح الكوة تعطيني ظروفا.

وعلى الحلم ،

على فرحته كنت غفوت

ياترى ماذا حوت؟

جمرة ،ام ظل غصن ،ام حروفا..؟

خلني اقذف بالكلمة بابك..

خلني اجرح صمتي ..

مر دهر وانأ ازرع في جدبك صوتي

ثم لم يزهر لديك ..

خلني يوما أثورْ..

خلني اقذف بابك..

 

لحظات ما قبل الانفجار

         **

الصمت موحش ووجهك الكئيبْ ..

ينثّ حزنا في دمي ..

يجرحني ..

أواه وجهك الغريبْ ..

*

*

صُليتُ مرتينْ..

صلبتُ مرتين ..

نزعت عن وجهي قناع الزيفْ..

صرخت يارفاق حزني الغائر الجذورْ

يا حاملين قلبي المقرور..

صرخت يا مذلة الإنسانْ ..

فقري مدقع كسير ..

يعضني ..ينوء بي..يغور..

أواه يا مقترين للغد الجديب..

جائعة انا ..

وقلبي راجف ،مهجور..

ظمأى انا ..ظمأى الى نفحة نور ٍ

قطرة من نور ..

أواه يارفاق ،يا حفاة ْ..

من يحمل الصحراء للفرات..

من يمنح الضوء لنجم ليلها الذبلانْ

للحفر المرمدة العيون..

جفت على الشواطئ المعدمة ..

ميتة الجذور والأغصانْ ..

لا تجزعوا..

ميتة الأيمانْ ..

                                                                                                                *

*

تعال يا موزع الألم ..

تعال يركع الفؤاد ..

لو جئت رافع اليدين..

ضراعة ..بلاهة ..وكنت عبر الليلْ..

أنيم أكداس الهموم فوق ساعديْ ..

امنحها الأمانْ ..

امسح وجهها المغبر العينينْ..

واشهد الجدران..

أني لها ..لها..

ويسلم الصنم..

صوت:

إياك أن يفزعك الظلام..

فالريح تحمل المطرْ ..

والنجم خلف الغيم والقمر ..

وأنت تحلمين بالعيون ..

غاضبة ..ماردة ..

على أسنة الحراب تحمل السلام ْ

لعالم مخصب الجراح ْ..

يضم وجه الحزن إذ ينام

يا أنت يا جريحة..هادرة..

الريح تحمل المطر ..

والموعد الصباح ..

يجيء ..لا..لا بد أن يجيء

 

ورقات مصغرة في الحزن

              **

وكان ليلا قاتلا ..حزين

وددت لو كنت وراء غصة الجدارْ

طعينة ..اصيح ..يا مفتح الجراح ْ

كسرت لي جوانح النهار ..

مؤرقا دُقّ على عينيه مسماران

يلتف حول جيده الثعبان

اقول ..ما مضعضع السكون في قرارة الحجر

أصيح ..أ من أي الدروب جئت ؟

لا..

حملتني لأمسهم..

ذكرتني بدفقة العطاء في عيونهم ..

وأنني النازحة الغربية ..

في قعر هذا العالم الغريب ..

2-

وانتمو..رجال هذا الحي يا نيام..

مرّ بكم موزع البريد قبل عام ..

وقال ما قال عن الزهور في مفازة الألم ..

وعن غصونها الرفيفة الظلال..

يدوسها الطغاة ..

تجردها الأصابع الشمطاءْ..

فترتمي تلوب ..آه يا سواعد الظلم..

مرّي على أجسادنا ..

وانتزعي الضياء من مخابيء الأمل ..

وشوهي وجه مرايا الشوق يا جاحظة العيون..

لعلها تثور..

لعلها تثور ..                                                                                      

3-

نحن والشوق تكدسنا على صفحة رملْ ..

يابس تنهشه الغربة والصمت المملْ ..

نحن والشوق على بابك تهنا..

ما حصدنا ما زرعناهُ ..

سدى كنا زرعنا..

أيها السامرُ خلف الليل إمض ..

هذه الكعبة ما يرتادها ظل نبي

هذه الكعبة في أركانها يُصلب قلبي .

كل ليل ألف مرة ْ..

نرتمي في ذمة الحبل المدلّى ..

نعبد الموت على أذياله..نجثو..نصلي..

آه لكن لا نموتْ ..

أيها الطارق ليلي..

أيها الزارع بالرعشة موتي ..

سأغني..

سأغني..

4-

لمن..لمن نمنح كنز الحبْ..

ونسفح العطر على أبوابه

والأرض جفّ في عروقها الصدى ..

 تسألُ…

من أين لهذه العروق دمْ ؟

و من سيكسو الهيكل العظمي لحم ..

والشمس في كهوفها .

ترفضنا الشمس على مدارج الغروب .

 

الموت والحصاد

    **

حلمت أمس أننا معا

وإنني أطير ..

على جناح قلبك الأثيرْ

يحملني لجنة فيحاء ..

غريبة النجوم والزهر ..

وأنني أذوب بانتظار ..

أموت بانتظار..

مواسم السمرْ ..

*

*

غنيت في مواسم القطافْ..

ومثلما علمتني،غنيت للحصادْ..

غنيت في مغاور الظلام علّ نجمةً من النجومْ ..

تُطلّ بالضياءْ

لكهفنا الأليم ..

غنيت يا معذبي لعل روحا منك يرتمي ..يجيء..

إليّ في قيعان ليليَ المريبْ..

لعله يجيءْ..

ومر ليلٌ  ..

مر آخرٌ كئيبْ ..

وشبّ في بيادر الحصاد نارْ ..

وردد الرعاة في مضاجع السهادْ :

يا موسمَ الجفاف ..لا أتيتْ

واستسلموا لليأس والرقادْ

وكنتُ..

كنت ما أزالْ ..

ساهدة وحدي ..

أحس هذا الشبح الغريبْ..

يسحق أشواكا على قلبي ..

يمدّ لي جسرا من الرعب..

أعبره أخافْ..

أغوص في مياهه ..أخافْ ..

والتصقت يداي في جداره ِ ..

احلم أنّ لي جناح ..

وإنني أطير بالجراح ..

أطير بك ..

ألوبُ بك..

لكنني أموت في مواسم القطافْ..!!

 

وراء سياج الدم

      **

عصفت سموم الحقد ..

هذا الثور يعثر بالجباهْ …

أعمى .. وينهش بالشفاه المتعباتْ

ماتت على رعشاتها الكلماتُ ،

مات اللحن ،ماتْ ..

وطني ..أيا طفلا يلوبُ بلا انتهاءْ

ظمآن ترعشه الحكايا يلوب الذابلاتْ

عن حفنة من ماء زمزمَ تغسل القيد المهينْ ..

في ساعديه وتمسحُ اللحن الحزين

يطفو على عينيه ،يغرقُ وجنتيهْ ..

عن نفحةٍ من قلب سيدي المسيح ِ،

تهزّ عالمه الضنينْ

أنا في بلاد الموت ازرع في الحقولْ ..

فلاً لآتيك القريبْ ..

اسقيه من عينيّ ،من قلبي ،

وآه. …

أنا من عذابك أضرم النجوى شموعْ ..

تزهو بليلك ياأميريَ ،يا جميلْ ..

عيناك في قلبي مراجل من حنينْ

تغلي ..تُسيل الليل من حولي أنينْ …

والحقد ثعبان على جيد الروابي الحالماتْ

أبدا يلف خيوط موته في جفاءْ

وأروح اذرفها بقايا من دموعْ

وطنٌ تعيثُ به  الدموع..

 


[i]

أضف تعليق