ودّعوا طواويسَكم ، واتبعوني لبستانها.. محمد جاسم محمد

 إلى أستاذتي، الشاعرة، الناقدة،المبدعة: د.بشرى البستاني وهي تنال درع الإبداع، لتقطف ثمرة أخرى تُطرز بها مواسم عمرها الزاخر بالقِطاف…   

                                                                 

أزهو ، أُعير شموخَ النجم من رُتبي

والشمس تدرسُ عندي لعبةَ اللهبِ

 

 

 

والرملُ من لفتتي استسقى نضارتَهُ

 

والبحرُ يمتصُّ معنى الموجِ من لقبي

 

 

 

مرّ الربيعُ ، واعطاني حَقيبتَهُ

 

فكُنتُ مبعوثَهُ الرسمـيَّ للعُشُبِ

 

 

 

ومرّ ذِكْري ببال الرسم، فاندلقَتْ

 

جرارُ لونٍ، فكانتْ لوحةُ السُحُبِ

 

 

 

الأرضُ معشوقتي الصغرى وعاشقتي

 

وعاشقوها تلاميذٌ على كتبي

 

 

 

لم تشتعل نارُ عشقٍ في مشارقها

إلا وكفّي لها حمالةُ الحطبِ،

 

 

 

قد تعلمون بأني لم أذُب بَطَراً،

 

فالثلجُ لـولا عنـاقُ النـارِ لم يـذُبِ        

 

 

 

كم شقّقَتْ شفتي ريحٌ أُعاندها

 

وكم خزنتُ غبار الصيف في هُدُبي

 

 

 

لم تحوِ زوّادتي- ياصاحبيَّ- سوى

 

خبز الحنين الذي يقتاتُ من تعبي

 

 

 

فرحّبوا بي، وقودوا لجمَ راحلتي

 

الى ظلالٍ ونخلٍ وارفِ الرُطبِ

 

 

 

ووجهوني لدربٍ منتهاهُ لها

 

بالله ماضّر لو نفذتمو طلبي؟!!

 

 

 

ياحالة الكشف، إنّ النصَّ مَوجَدةٌ

 

يضيق صوفيُّها المجذوبُ بالحُجُبِ

 

 

 

مذ قيل لي عند بشرى ما تؤمِّلُهُ

 

قلت المسبِّب أدرى الناس بالسببِ

 

 

 

فجئتُها راكضاً، والشعر يسبقني،

 

والنثر يتبعني، والنقدُ في طلبي

 

 

 

خبّتْ خطايَ، وماكانتْ لتدركَني،

 

لكن وصلتُ، ووافى بعدها خَبَبي

 

 

 

هل أن كلية الآداب مانحتي

 

ما يأمل الجار في جيرانهِ النُجُبِ؟

 

 

 

يا أختَ فينوس، أدري إذ حللتُ بكم

 

أني حللتُ حلول الضيف بالعربِ

 

 

 

عمراً سريتُ.وصيفي قاحلٌ، وأنا

 

ظامٍٍ كغيري،وكأس الشعر مطّلبي

 

 

 

سريتُ أدري بأنّ الخمر أعذبَها

 

وقفٌ على حرفكِ المسكون بالعِنَبِ

 

 

 

يا واحة الحرف،هل شطٌّ ألوذُ به

 

كي استريح كعصفورٍ من النصَبِ

 

 

 

ألا سقى الله في الآداب صومعةً

 

الشعر فيها على مَرِّ الزمان صبي

 

 

 

مكتظةً بمريديها كما ازدَحَمتْ

 

جوانب الليلة القمراء بالشُهُبِ

 

 

 

ما بين طمّاحٍ نقدٍ أنتِ دارتُه

 

وغارفٍ من نمير الشعر منسكبِ

 

 

 

ما جئتُها قاصداً إلا شهدتُ بها

 

مواسماً من عناقِ الفكر للذَهبِ

 

 

 

أو عِفتُها قافلاً إلا وملءُ يدي

 

لآلئاً من سلال النقد والأدبِ ..

 

 

 

 

 

 

إنسانة الحرف،يا إنسان أعيُننا

 

يا أمّنا…حسبنا أمٌّ بألف أبِ

 

 

 

يا من سموتِ على الآلام باسمةً

 

والله يعلم ما بين الضلوع خَبي،

 

 

 

حملتِ بغداد في عينيكِ ومضَ هوى

 

في ليلِ هدبٍ بجرح القدس مختضِبِ

 

 

 

وقدّحَ الحزنُ في عينيكِ أندلساً

 

شالتكِ من قُطْب أوجاعٍ الى قُطُبِ

 

 

 

فكل شهقةِ حرفٍ تحتها وطنٌ

 

وكلُّ دمعةِ حرفٍ تحتها عربي

 

 

 

الا سقى الله بستاناً ولدتِ به

 

فصاح : بشرى انا البستان فانتسبي

 

 

 

حتى انتسبتِ الى البستان تكرمةً

 

وليس بشراكِ بل بشراه بالنسب

 

 

 

 

 

أضف تعليق