غرائز الكون..

 

ـ منفلقاً من جوهرة الغسقْ.

تعدو خلفك سواعد الريح ولا تصلْ ..

منفلقاً في وكنة الليل رمحاً من وشايةْ..

يبعثر كؤوس حجر خجول ْ..

ويتمتم في شفاه لحظة مواتية ،

أو فوق سرير آية :

سبحان الله حين تحبونْ..

وسبحانه إذ تكشف النيران عبيرها ،

فتنهضون ..

……

تنفتح الأبواب لنزوة الفجر ِ

كي تخرج الخيول ُمن فقاعات مطرٍ ظامىء.ْ.

تنفتح الأبواب لخرير المساءِ

كي يحشر الربيع قمصانه فوق أعتاب الزمن،

وهو يحفظ جروحي من أعنة الليلِ

وأورادي من ضجيج المحن ْ:

……….

ياإلهي ..

بأيّ مسبحة أعدّ ذنوب العالم .. !!

                                       

في الطريق إليك أقود حقول زهر الشمسِ

وأحطم قلاع الزمن ْ،

في الطريق إليك أجمع بريق النجوم ِ

في قوارير الرحمة ْ…

وأقود حنين أنهار تتشبث بنبض أرضٍ

تهرب من حدودها ،

تكسِّر كرويتها ،

وتمسك بأردان الجبال ْ…

في الطريق إليك َ،

أسير خلفي لأصطاد طيوفك ،

أعيدها إليك ،

وأستردُّ جروحي …

طيوفك التي لم تجد أحداً سواها

يقهر ظهر الأيام الموبوءة بالرعبْ

ويكسر جذع الخطايا ..

في الطريق إليك َ

أجرّ هضاب المكيد ة،ِ

وألوذ بظلال شجر عاقر،

وأحتمي بأنين صقر يأكل من جرحي ..

فينثال الدم من غصون الليل ِ

ثعابين زرقاً…

ويقذف الفجر عرباته في حفر الغواية ْ..

وتظل الذاكرة باذخة على الموت ْ.

………

في فضاء صمتك أشعل شجري …

ظامئاً يتدحرج كلمات مشنوقة ْ..

تفتح دلالتها عيوناً تتسلق أسوار بهائكْ،

وتكتب في أعاليها أسئلة طيور لاهثةْ

تنثر فوق رأسي حباتِ قلائد مقطوعة ْ…

قلائد أتسلح بها من مداهمة زوارق الظلام ..

ومن شظايا ترسلها إلى القلب ِ

كوابيس ُالعتمة ،ْ

فيخجل الموت القادم في الصفير ِ

من ضوء وجهك ْ،

ومن دغل قلبي المشتعل بأصابع الحسرة ْ..

ومن الخجل المربك في أمنيات صغيرة ْ،

تطل من شرف الشعر المكتوب ِ

على أقفال العاصفة ْ،

فيعلو همسها على الصوايخ ِ

ويتعثر بأذياله الموت ْ.

وأقول ُ..أحبكْ…

في عناقيد دمعي ..

وأسورة شوقي ..

ومعلقات أحزاني .

أحبكَ ..

في ذنوب تبحث عن مغفرة

ومخالب أسئلة تتكاثر ..

وفي بهجة كلام يحفّ به ندىً أخضر،

وتزرعه عيون الضغينة ْ..

أحبكَ ..

في تمتمات الشجر فوق روابي الريح ،

وفي حقول انتظارٍ خائفْ ..

يضع كفه على قلبه ِ

وعيناه معلقتان في الحمى ،

كيما تضربَ أجراس حضورك ْ…

وأنت لا تأتي ،

أجراسك صدئة في عيون الشوق ِ،

وخرساء في محطات اللهفة .ْ.

لا تأتي ..

وأسئلتي أعمدة صراخ صامت ْ،

مكبلةُ الضفائر في أروقة الشك ْ..

أأنت الوطن الذي أطفأ عناقيد ناره ِ

في عيون قلبي ..؟؟؟

فانفرط المطر من أصابع الليل ِ

حنيناً دافئاً ،

وجداول َصهيل تحدّق في وجنة المساء ْ…

وأقول :

لا أحبك ْ..

والصواريخ  تأتي من البحر ْ..

وتأتي من شهيق الوجع المعلّق في دم الأطفال ْ..

متخثراً في شريان نهرٍ أخضرْ

ونازفاً في خبايا الروح ْ

أقول ُ:

لا أحبكَْ…

ويحتاج الحبّ إلى ضحايا ،

والأنصبة إلى قرابين،َ

واليأسُ إلى زهور برية ْ…

وتحتاج هواجسي إلى يقين ساعديكْ..

وإلى جلال ملكوتك المتأرجح بين اشتعال روحي

ومعابر الحرمان المزروعة ِ

في نقوش أسفارك ْ.

وقلبك الجليد المنتظر بهاء ناري..

خيولاً تعدو في أزقة الموت.ْ.

فأفتحْ أبوابك لغبار الربيع ْ،

هذا الذي يطلقه آذار كلّ عام.ْ..

مهدداً زوايا الأرض بزحفٍ يفتح الأبواب ََ

لصهيل الحرية…

وهي تحفر نورها في الجروح سيوفاً لمعارك الغد.ْ.

إفتح الأبواب إذ تشرع الأرضُ صدرها

لسيمياء الأصابع ِ،

وسلالَ وردها لبلاغة الحريق ْ..

في فتنة الطوفان ِ

وهو يلتقط الكون من وحشة الهدنة ْ،

ويؤثث بالعبير وديانه ْ..

ياإلهي ..

حنانٌ أكثر ْ،

ورهبة أقل ْ

لعيون النرجس المطفأة ْ…

حبّ أكثر ْ،

ووحشة أقل ْ

لمواجع المواسم الشهيدة .ْ.

هكذا ..

أسمع عبيرك وهو يهرب من ذيول الزوبعةْ،

ويدخل توبة لا تعرف المهادنة ْ..

أدخل شرف قلبكَ ،

فتتلقفني المكائد ُ،

ويضيع دمي ..

أيّها الوطن المزروعُ في دمي..ٍ

المشتعل في الخطايا …

والمعلّق في الدروب المستحيلة.ْ.

مُطَارداً بِظلّي…

لا ئباً بمواجدي ..

ومأخوذاً بأورادي

مزروعة ًفي دفاتر روحك جروحاً غاربةْ…

تتلفّتُ باحثاً عن جذور المدن ِ..

اللاهثةِ وراءكْ..

عن صراخ النخلِ مذبوحاً يعدو

نحو البحرْ…

وعن وجع القداح في عيون وتر غريب ْ..

ومأزوماً بأوجاع أشرعتي .

في موانىء أنوثة تخبئ مفاتيح الخلق..

 تتربع فوق أدغالها صخورٌ مهجورة ْ..

ويضطرب في أحشائهاهمسُ ورد غريب…

فترمي قمصانها الينابيع ُ..

وتنهض القوافل للعبورْ…

ياإلهي ..

داكنة هذه السمفونية ، متى تنتهي ؟

وطريٌّ هذا الحلم ُ،

متى يبدأ .. ؟

وحبال المنى أقصر من أيّة دهشة ْ…

فيا سيدي ..

ألقِِ ليَ الأرض طاحونة تبتلع خطايا جروحك .

وخذ سماء ضيعتها يقظةُ المدّ والجزرْ …

وضيعها موج حالك في غبار الجسد..ْ

ولعنةٌ تدسّ أنفها في شقوق أمنية مهملة ْ..

ومعلّقٌ شجر الكلام في عيون اللهفة ْ…

معلقٌ ..

ولا ثمرْ… ..

وأنا جسدٌ  يرفع حقوله لإقتحام العاصفةْ …

وروح تمنح معصمها لأسورة المحنة ْ،

وصدر لا يعطي ساعديه لأعنة الريح ْ.

ومعلقة ٌعناقيد الدموع في غصون قلبي….

معلقة تنتظر دفء غيومك َ،

كي تسقط في ثمالة التمني ..

وتظل عشتار ترتعش في كنف الواقعة .ْ..

عشتار حجر طريّ بلا أجنحة ْ..

تشهقُ تحت أروقة الزمن ْ..

وتعطي الريحَ ضفائرها

كي تتسلقها إلى الخصب أجيال المحنْ …

عشتار وتر يترصد وِردَ الكلام ِ

ومرهقة ٌأورادها …

تتسلق سلالم السماء ِ..

ولا تصل ْ:

ياإلهي :

ماء أكثرْ،

وعطب أقل ْ

لفيافي الوجود القصية ْ..

لكن الدعاء يختبىء في جيوب المعصيةْ،

وتغمض عينها السماء ْ..

وحبك معصيتي ..

وقلائدُ أسفاري

ونفيري إذ يخلد الناس للقطيعة…

حبك غنائمي من دم القبائل ِ

وشارةُ براءتي

وبيتي في جبال الحكمة ْ…

حبك سماء ٌأرتديها

ومنفى يتسربل أطراف روحي …

……….

وروحي شجر من غمام ْ..

 نهر ابتلعه الوجد ُ…

ومساء ٌمن حرير أخضرْ

روحي جزيرةٌ خائفة ٌ،

ودغل هارب ٌ

وشفة مؤجلة ْ…

………

روحي سواعدُ مبتورة ْ،

فأمسك قبلاُ لم تسقط من جداول شفتيك.ْ..

وعناقاً لم يؤملْ..

وصدراً خانته الينابيع ْ…

أمسك غيوماً لم تسكرها نشوة نبوةْ..

وشتاءً لم يتوهج بساعدينْ..

وامرأة لم تحسن الاشتعال في مياه صدرك ْ..

أمسك نوارسَ خانتها الصخور ْ..

ونصوصاً ماتت في مياهها الأسماك

ولغة ًتستسلم لترميز ذاتها ..

وتعالَ لغابة مفعمة برذاذ الفتنةِ

وحمى التشتت ْ…

تعال َ..

كي استريح من غواية الهزيمة ْ

وأكسرَ بجبروت الحلم عنهجية الزمن ِ

وأهشم مساره ْ،

ليتيح صمتك أسئلة أكثرْ …

وخوفاً أقل ْ..

ونشوة أكبرْ..

وعشتارُ يعطيها السرّ أنامله ْ،

فينجرح جسد الأرض بالصواريخِ

وتنكسر الظلال ْ…

عشتار حجر تتوّجه الينابيع بزنابق الظهيرة ْ

وبعصافيرَ من عسلٍ بريٍّ وأرجوانْ .

وما بين النار والرماد تسكن النميمة ْ،

وما بين الصمت والبكاء تسكن القصيدة ْ،

وما بين الحرب والحبّ يسكن قلبانا

أنا .. وأنت

 وعشتار حجر يرتجف ْ

حجر يشرق في جفونه موت مفاجئ ْ

وأبجدية صاديةْ…

حجر أحرقته المياهُ

ودالية خائفة ْ..

عشتار سيدة تضىء ُُ،

فيتحول صخرها الجبلي إلى مهرة من نار ْ

وتقع الواقعة ْ…

والبحر راعي الخليقة ،

يوم ترك مهمّتهُ

أسلم رعاياه للمجزرة،

وسنابل أغنياته للحصادْ…

 

ـ في الطائرات أبصر جوعى المدينة

زخارفَ ملائكيةْ

 تنزف فوق الوهادغيوماً بيضاءَ..

َ تدور حولها غزلان ٌعسلية ْ…

وتلعب لعبة الوديان والجبال ،

ولعبة الجائع والسلطان ،

و لعبة القطن والنار ..

وأبصر وجهك يكتب آخر الدراسات عن الحرية

فتتبسم أجنحة الطائرات ِ،

ويختل التوازن ُ،

وتنال منّا جيوب الهواء ْ..

 ستون ليلاً….

وأنا أستل وجعي من عظام النوارس ْ.

أبسطه على الشواطىء

اصطاد به مراكب معطوبة ،

وأواجه أنين المطر القادم من صخرة أدحرجها

من ليل لآخرْ ،

وأجهل على أيّ جبل ستؤول غيومها ….

في الطريق إليك أقود الشُرُف المشرعةَ

 على البحر ….ْ

الشرف المشرعة على الموت ْ،

أقود الأشرعة إلى عتمة عينيكَ

وأستسلم لموت غامضْ …

_وصعب عليك الدخول ُ

وتفتح أسئلة بابها ،

ومشاكسة ٌهذه الأرضُ

تجمع عند الغروب خيوط اغترابي،

تشكلني كرة ًمن عذاب ِ،

وصعبٌ عليّ الخروج ْ…

أخافُ من الحبّ ،

والحبّ يدخلني وطناً ،

وبساتين آمنةً،

وحقولاً من الشيح ِ

تذوي على مهلها في جروحي ،

وصعب عليّ الخروج ْ…

وفيكَ حدائق روحي تفتح أروقة الياسمين ِ،

وتبلغ رشد العذابْ …

……

ـ في الطريق إليك أرمم الأمل َ

وأصحب مجد الأنهار لسواعد بحرٍ

يبتلعني في النهارِ

ويقذفني في الليل على الشواطىء ْ.

نبيةً مهجورةً بلا حوار يين ،

ولا يقطين ْ..

مدثرة بنشوة أيائلي الممهورة بالعصيان ِ،

والمسوّرة بسؤال ثملٍ يؤثث فضاء لغة صامتة…

 لا تعطي الرياح مفاتيحها…

ومن يحصي قُبَلَ العشاق في الليل.ْ..!

 هكذا يلامس الجواب حواشيََ أرضٍ جذلى ،

تحتضن يواقيتها…

وترفض أن تبوح.ْ…

 

في الطريق إليك أجمع مفردات لؤلؤ

 خانه الصيادون َ،

وأدخل مرمر الهضاب المقفلة ْ

صخراً يحتاج المشيئة ليصيرَ

أعمدة ونوافذ ْ…

وأبحث عمن يشتري كلّ هذا الحزن ِ

من سنابل قلبي ،

وبأردية الخوف أصلي

لوجهك الذي يمارس الهدنة َ

ويقود الجداول إلى مخابئه السرية ِ

ليقمع جذورها هناك ْ…

أوجهك هذاالذي يُشعِل غرائز الكون ِ

فتضطرب أعمدة الحكمة ِ

ويبدأ الطوفان ..؟

هناك في عبير تفاصيل المساء ِ

في ذهول الرمال ِ

وأصابع الفتنة التي تكتب حروق روحي …

في دفء الأعاصير الرحيمة التي تحرث بحنو قلبي

ٍأيها الوطن النبيّ الرحيم ْ..

عطرك دعاءٌ،

وحضوري استغاثة …

وصمتك موت يدثرني بالغواية ْ…

والليل يتساءل عن صدى امرأة ٍ

تبكي بدموع مجروحة ْ..

فيتساقط في نشيجها تفاحٌ يبعثر سكون دروبك ْ،

ويواصل العبث  بقطارات ثكلى ،

تفرش أنينها في صحارى زمنٍ

ينكفىء في أودية المقامرة

ويلوب في حطام التمني..

والمطر عطش ْ…

الأنهار عطشْ…

وعطشٌ بحارُ الوجود ْ..

والحديقة صامتة تتسلّى بوحشة أيامنا..

تذبل في عباءتها مفردات الثمر ِ

وتنزف الجذوع ْ..

ردّدتُ ما قاله النبيُّ ألف مرة ْ..

ربِّ لا تدخلني بالتجربة ِ

ونجّني من الجحيم ْ…

لكنك قلتَ :

ربِّ أدخلني بالتجربة ِ،

أجلو الحقيقة ، وأتطهر ْ

قلتُ :

لكنهم أوصونا ألاّ نكون أصدقاء بإفراطْ ،

لئلا ندخل في الوحشة ْ…

قلتَ :

فلنخرق الوصية إذن

فأنا ..

لا أخاف الوحشة ْ.

     … 

لكنني أخافها …

أصابعها في الليل حبالٌ تلف جيدي …

مطرها الأسود رصاصٌ في الليل يحاصرني …

أشباحها صقور تلتهم غصون روحي ،

فتفتح الأرض ذراعيها

لإمرأة تموت بصمت نبوي،

وبصمت الأنبياء تبحث عمّن يخلّصها

من المساءلة ْ…

والصواريخ مخلوقات وحشية تعدو نحو البحر ْ…

تبتلع في طريقها الأنهار والفيافيَ

واللقى ،

وتبتلع ورداً يتفتح في أنامل الليل ِ،

ويقرأ سطور المحنة ْ…

وأنا مذعورةً أحمل صخرة صبري

وأشتعلُ وسط الدوامة ..

                               

أبحث عمّن ينتشل مناديل حبي

لكن النمور الوحشية تبتلع السماء ْ

وأظلُّ أدور في فراغْ …

الفراغ ، الفراغ ، الفراغْ…

وامرأة ذابلة تطلع وراء سياج الحقيقة ْ…

تنهض الهاوية من أعماق الزمن ْ..

ويكبر الأطفال مشوهين ْ..

ـ أيّتها القنابل الصفراء المقفلة ْ

أيّتها القنابل النحاسية ْ

ايّتها الأعمدة المنهارة وسط قاعة الحياة الخرساءْ ،

تعبت فيها الضوضاء فجمعت أشلاءها

وانسحبت إلى زوايا العتمة ْ…

أيّتها الثعابين السودْ …

أيّة طراوة انثالت على صدورنا ،

وحينما امتدت سواعدنا للعناقِ سقطت

 حوافرُ الأيام ما بيننا …

وامتدت لوعة الزمن تنزف دموعاً جوفاء ْ…

أيّتها الأكف الصفرُ ،

والوجوه الزرقُ ،

والشفاه اليابسة ْ..

يا أنين المداخن الضارعة على طول الزمن

مربكةً وسط غابة مهملة ْ…

وملتاعةٌ أحداق الوصال ْ.

وثمر العنّاب يتساقط ليطرز شُرََف َالوجد الصارخ ِ

في محنة قلبك وقلبي …

قبل أن يسدل الظلام أستاره ْ…

دلّني على شجر السروِ الشامخ في قبور أهلي ،

أتعلم ْحكمة الحجر ْ..

أيّها الوطن الخرافيُّ الطالع في أريج عطري …

النابضُ في وجع دفاتري …

المشتعل في غور روحي ..

هاهو العالم يتشظى أمام عيني….

أشلاؤه سنابل جوفاء تطّاير عبر ريح مسعورة ْ،

تُساقط في فضاء القلب عصافيرَ مذبوحة ..

وصبية ٌمضيئة العينين تفتح للدوار ذراعيها ،

وتموت باستسلامْ..

فمذ سقطت أعمدة الزمنْ ،

صار للغزلان أوجه بوم ْ..

وصارت الأمنيات ترقص رقصتها الليلية َ

على عزف كلاب وحشية ْ..

فيا مطر الربيع الواجم ْ..

يا غبار صيف الألم ْ

أيّها الخريف القادم الطويل ْ..

خذ إليك قبعة الأيام الاتية ْ..

فالبرد سيكون قاسيأ هذه المرة ْ…

وستمر الليالي السوداءُ طافحة بالغربة ْ..

وعليك قبول الحقيقة القاصمة ْ..

ذلك أننا نغادر دوماً منفردين ْ

وأبداً في وحشة ْ..

وأن أصابعنا التي حاولت أن تمسك بخيوط الأشياء ِ

كانت واهمة …

فالحركة كانت تقتحم السكون ْ

وكان السكون يجتاح الحركة …

ودون أن ندري

كان كلّ شيء يتحول ْ..

فإذا الخيمة الكبيرة مطرقة ْ،

وإذا الرحى العاتية تنهض ُ

كي تطحن الصحارى …..

…………و

تعب اليقطين ُ،

تعبت أغصان القلب ِ

تعبت أصابع المحنةْ…..

فانهارت صخور الميناء ِ

وتوقف الزمن.ُ..

وانطفأ سعي الدهر ِ

وسكنت الأشياء ْ…

وأنا ..

بسواعد الرياح أتحدى

وأمسح الغبار عن وجنة الكونْ..

ووسط المحنة أنزرع في تراب العاصفة ْ

وأقول للبحرِ :

ابتلعني ،

كي لا أعود للسقيفة مرة أخرى ..

إذ تجتمع ثائرات التاريخ تقودهنّ حواء ُ

في معضلة الصوت والصدى…

من كان الصوتَ ومن الصدى…

ومن الذي خلق من حياة ٍ

ومن كان التراب.ْ..؟

“وليليتُ” جنيّةُ الليل المجنّحةْ..

هل كانت حارسة ََالعتمة أم كانت

 فراشةَ الضوء المفخخ بالوجد..؟

أما زالت تسرّح شعرها ،

وتبحث عمن يهدهد إقدامها لتشاركه الفعلْ….

أم قصّت ضفائرها الكستنائيةَ….

وهجرت جنته وظلال نارها البنفسجية..؟؟

 ……….                         

ثائرات التاريخ يصارعن المحنة.ْ.

يقارعن بلقيس التي أسلمت للصياد عرشها

ويرفعن راية امرأة العزيزْ ..

إنها الحقيقة ُعارية في صومعة الصمت ْ..

وهي الحقيقة المتدلية ُبالوجد على حبلٍ من مسدْ..

تتقاذفها الملائكة في لعبة الجنة والنار ..

وجميلة ٌهي نارك .. يا شجر الوجد ْ..

جميلةٌ نارك َ،

باردة ُالكفين ِ،

دافئة الجبين ْ

وأنا وسط النار أتلظّى …

وأحلم بدوحة أرجوان جديدة .. 

 

 

 

 

 

 

         

أضف تعليق